وضع اللاجئين في أوروبّا – مقابلة

تشير أرقام منظمة اللاجئين الدولية، في عام 2015م، أن قرابة مليون لاجيء ذهبوا إلى أوروبّا. قالت الأمم المتحدة إن الأفغان يشكلون 20% من هؤلاء اللاجئين. وقد غرق 4 آلاف منهم في مياه المحيط.

بالنظر إلى أهمية الموضوع أجرى الفريق الإعلامي لمركز الدراسات الاستراتيجية والإقليمية مقابلة مع دوكتورة ليزا شوستر الخبيرة الدولية في أمور اللاجئين، وإليكم هذه المقابلة.

تقديم: دكتورة ليزا شوستر خبيرة اجتماعية، وأستاذة في جامعة “سيتي”، في لندن، وتعمل منذ سنوات كثيرة في مجال اللاجئين، ولها تجارب وتحقيقات عدة في هذا المجال وخاصة بشأن اللاجئين الأفغان وسياسات الدول الأروربّية في هذا المجال.

أجرى المقابلة: عبدالله جاويد

الفرق بين المهاجر واللاجيء

المهاجر من يغادر بلده من أجل العمل، أو الأسرة أو الدراسة، وطالب اللجوء من يضطر لمغادرة البلد خوفا من القتل، أو الجرح، أو السجن. يمكن لنا أن نعتبر من يترك بيته لاجيئا، ويمكن أن يكون هناك لاجئيون في الداخل. بحيث ينتقلون من قندوز مثلا إلى كابول. لكن نحن نعني بشكل عام اللاجئين الدولين، الذين يعبرون الحدود. ويمكن لهم أن يسافروا لأسباب عدة، لكن طالب اللجوء يضطر إلى مغادرة بيته ويريد الوصول إلى مكان آمن.

ما هي أوضاع أزمة اللجوء في أوربّا؟ كم من اللاجئين وصلوا إلى أوروبّا؟ وما هي سياسة الدول الأروبّية الحالية بشأن أزمة اللجوء؟

نحن أمام أزمة حقيقة. لكن السبب برأي يرجع إلى لاجئين لم تقبلهم الدول الأروبّية. وصل الآن ۹۸۰۰۰۰ وقرابة مليون لاجيء إلى أوروبّا، و قدموا طلبات اللجوء. بمعنى أن مليون شخص قالوا إن حايتهم في خطر، وطلبوا ملاذا آمنا. إلى جانب ذلك ذهب عدد كبير من اللاجئين كطلبة، وعمال، وتجار إلى أوروبّا للانضمام إلى أسرهم، وهؤلاء ليسوا ضمن عدد المليون. الأوروبّيون يعتبرونهم مهاجرين، لأنهم إذا اعتبروهم لاجئين لا يمكنهم إخراج هؤلاء، وإرسالهم إلى بلدانهم. وإذا أمعنا النظر حيث يأتون نجد أن معظمهم يأتون من سوريا، وأفغانستان، وإريتريا، والصومال، وسودان، والعراق. كل هذه المناطق بها حروب. لذلك هؤلاء هم لاجئون. المشكلة أنه وفي أوروبّا لا يكفي استمرار الحرب في أي مكان دليلا لقبول اللجوء، بل لا بد من شهادة لتعرضه للأذى، والتهديد. لا يمكنه القول إن تفجيرات تحدث في كابول، مما تعرض حياته للخطر. لا بد من دليل لديه أن طالبان تأتي لقلته. هي مشكلة كبيرة. أما الدول الأروبية سوى ألمانيا ليست لديها مسامحة واسعة، وهناك غموض في السياسة الآلمانية أيضا. ألمانيا تقبل الذين تكون حياتهم في خطر، لكن وفي حال ذهابك إلى ألمانيا وقولك إنك تريد العمل، سيقولون لك، أنت لست في خطر، رجاء عُد إلى أفغانستان.

هناك فرق بين موقف الحكومات والشعوب. ليست لدى الحكومة سياسة جيدة، وهناك نظرتان لدى الشارع. البعض يقلقون ويخافون من موجة اللجوء العارمة إذ تصل أعدادهم المليون، وهؤلاء لا يتعاملون جيدا مع اللاجئين، وهناك آخرون ترق قلوبهم لحال من يعبرون البحار على القوارب، ويواجهون مشاكل كثيرة للوصول إلى أوروبّا، ومن هنا يمدون يد الدعم لهم.

على جميع الدول الأوروبّية أن تمنح حق اللجوء لكل من يهدد حياتهم خطر. من هنا يقولون نسمح لهم بالمجيء، فإذا وصلوا ووجدنا أن حياتهم ليست في خطر أرجعناهم.

الأفغان والسوريون يواجهون مشاكل مشابهة، فلماذا تتعامل الدول الأوروبّية بالعنصرية مع الأفغان مقارنة مع السوريين؟

مستوى العنف في سوريا أرفع من أفغانستان حاليا. تحدث تفجيرات يومية في أرجاء سوريا، ويُقتل الناس، فيفرون من سوريا. تحدث تفجيرات في أفغانستان لكن ليس في كل البلد. نحن في جامعة كابول والوضع آمن. لذلك تقول الدول الأروبّية إذا تواجهون مشاكل في قندوز اذهبوا إلى كابول، وفي حال تواجد المشاكل في هلمند يمكن لكم أن تذهبوا إلى كابول. وإذا واجهتم مشاكل في جلال آباد، اذهبوا إلى بلخ.

والحال أن سوريا في كل أرجائها حرب تدور، ويُقتل الناس في كل  مكان منها.

برأيك ما هو مستقبل اللاجئين الأفغان في سوريا؟

صعب للغاية. برأي لو ذهب الأفغان إلى أوروبّا في سن مبكر، يمكن لهم التأقلم مع المجمتع بشكل سريع، وبناء مستقبل. لكن كما نرى أن من يذهبون إلى أوروبّا هم في سن 30 إلى 40. هؤلاء لا يتكلمون الإنجليزية جيدا، وليست لديهم شهادات عملية، ويواجهون مشاكل كثيرة في الحصول على العمل. ربما يواجه أولادهم مستقبلا جيدا، لكن الكبار أمام وضع صعب.

ما هو الحل برأيك؟

رأيّ إفراطي ولن يُقبل. رأيّ أن تُفتح الحدود، وأن تكون هناك حرية للجميع، ليذهبوا حيث يشاؤون، ويسكنوا حيث يريدون. هناك أفغان يذهبون إلى أوروبّا وبعد أن يصلوا إليها لا يحبوه. هم يريدون العودة إلى الأسرة، إلى الأطعمة الأفغانية، وإلى جبال أفغانستان. لكنهم لا يستطعون العودة لما دفعوه من أموال كبيرة للمهربين. ولو أنهم وصلوا إلى هناك، عبر طرق قانونية وبحرية لرجعوا من دون مشاكل، لأنهم لم يحبوا المكان، وينتقلون منه إلى مكان آخر. فبرأي يكون جيدا أن تُفتح الحدود، وأن نتمكن من العيش حيث نرغب.

لماذا فشلت أوروبّا في في السيطرة على أزمة اللاجئين وكيف سيكون الحل؟

السبب أن الدول الأوروبّية تفكر في إغلاق الحدود فقط، عليها أن تراعي أوضاع الدول التي منها جائت أزمة اللجوء، وأن تفكر ماذا يمكن أن تفعل لهذه الدول. على سبيل المثال، هذه الدول صرفت أموالا كثيرة في أفغانستان، لكنها تبيع الأسلحة إلى من يريدون القتال. أحيانا أيّدوا الفساد الإداري، ولم يهتموا لما قدمه الأفغان من مقترحات لتنمية أفغانستان. في الحقيقة إذا أرادوا أن يدعموا، عليهم أن يتواضعوا، وأن يتكلموا إلى الأفغان، وأن يُصغوا إليهم، وإذا طلب واحد منهم الرشوة أن يرفضوه.

ختاما هل لديكم أي رسالة؟

أعقتد أن أوروبّا توفر فرص حياة أفضل لكثير من الأفغان، لكن على الأفغان أن يدركوا أن هذه الحياة ليست متكاملة. برأي كثير من الأفغان وفور الوصول إلى أوروبّا يندمون، وهو أمر مؤسف. أملي لو كنا أكثر مسامحة وقبولا للضيوف.

بصداقة! لو هناك طريق واحد للمجيء إلى أوروبّا، لابد أن يسلكوا ذلك الطريق. هو أفضل بكثير. لا تتعجلوا، ادرسوا، احصلوا على تاشيرة للدراسة، احصلوا على المنح الدراسية ثم توجهوا إلى أوروبّا. الطرق الأخرى صعبة للغاية. فقط في هذا العام غرق أربعة آلاف في المحيط. هذا الرقم أكبر بكثير ممن فقدوا أرواحم في أفغانستان.

ًشكرا

النهاية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *