فشل أمريكا بعد 12 عاما من الحرب بلا رحمة في أفغانستان!
احمدضیاء رحیمزی، الکاتب والمحلل السیاسي
أبدت نتائج إستطلاع الرأي ألذي أجرته الصحيفة الأمركية (يو اس تودي) و مركز (بيو) الأمريكي معا في الأسبوع الماضي، أن نصف الأمريكيين يقولون؛ “لم تستطع الولايات المتحدة الأمريكة أن تحصل على أهدافه في أفغانستان” كانت هذه النتائج صفعة قوية على التخطيطات و استراتيجيات بيت الأبيض، ليس فقط في أفغانستان بل في العراق و باقي دول العالم.
بناءا على نتايج الاستطلاع الذي أجرته هاتين المسؤسستين الأمريكيتين على نتائج التداخل الأمريكي في العراق و أفغانستان بعد هجمات 11 من سبتامبر، يعتقد ما بين 40 الي 50 % من الأمريكيون يعتقدون أن أمريكا فشلت في جهودها للحصول على أهدافها في حرب أفغانستان.
رغم تأييد بعض المشاركين الذين شاركو الإستطلاع للهجوم العسكري الأمريكي على أفغانستان بدليل توفير المأوى لقائد تنظيم القاعدة في أفغانستان على يد طالبان في ذلك الوقت. اتفقت آراء المشاركين في الاستطلاع على نتيجة مشتركة بالنسبة للعراق وهي أن الهجوم الأمريكي على العراق كان خطأ مطلقا.
ليست هذه أول مرة يظهر الشعب الأمريكي رأيها السلبي تجاه حرب بيت الأبيض في العراق و أفغانستان. من بداية هذه الحرب الفاشل، من 12 سنة إلى اليوم، رفع الشعب المسالم الأمريكي و باقي الشعوب الأحرار في العالم صوت اعتراضهم على الأعمال العدوانية لحكام بيت الأبيض و خصوصا الجمهوريين المتشددين منهم. و أبدوا اعتراضهم لها و لكن لم تجد هذه الأصوات أذن تسمعها و تحترمها.
من الطبيعي أن القتل اليومي لأتباع أمريكا في الحرب التي يصفها الأمريكيون بالـ “الأبغض” و مصاريف الباهض الذي يشكل ضغطا كبيرا على الاقتصاد المضطرب الأمريكي و الكراهية المتزايدة بشكل يومي بدليل دوام الحرب و قتل اليومي للأبرياء في أفغانستان و العراق هي كلها من بركات سياسات العدائية و العدوانية للبيت الأبيض التي تصيب الشعب الأمريكي بجانب الكره و الخوف و الإرهاب المتزايد في الدول الإسلامي التي تهدف الأتباع الأمريكي، هذه كلها من نتايج و آثار الحرب الظالم التي دامت أكثر من عقد في العراق و أفغانستان. كما يعرف و يحس الشعب الأمريكي كل نتائج هذه الحرب.
من جانب آخر يشاهد الأمريكيون بوضوح تام أن الحضور الأمريكي العسكري و المدني في أفغانستان الذي دام أكثر من عقد من الزمن. لم يؤدي إلى الهدف المعين و هو الحد من الحرب و العنف بل عكس ذلك أنتج ازدياد الحروب و تشديد العنف.
الجو المستقر نسبيا الذي كان يسود البلد في السنوات الأولى بعد سقوط طالبان، تبدل نتيجتا لسياسات خاطئة مريبة و مغموضة لأمريكا، إلى نار من الخوف احترق من جانب بيت الشعب الأفغاني في لهيبها و من جانب أخر أهدت فضيحة عالمية للأمريكان، و وصل الأمر إلى أن الرئيس حامد كرزاي الذي يعتبر الحليف الأقرب للأمريكان في أفغانستان، يتحدث بصراحة عن السياسات المنافقة و الغامضة الأمريكية و يطالب بالضمانات الحقيقة و العملية في عملية السلام في البلد قبل توقيع الإتفاقية الأمنية مع أمريكا.
ليست نتائج الاستطلاع الأخير و الاستطلاعات المماثلة التي تجرى عبر المؤسسات المدنية و الإعلامية الأمريكة مسئلة تنظر إليها كقضية سطحية و بسيطة، ليس فقط الأمريكيون بل جميع أحرار العالم يشاهدون الأوضاع التي جائت نتيجة للهجوم الأمريكي التي وقعت قبل 12 سنة على العراق و أفغانستان. و يرون أن أكبر و أقنع دليل على فشل أمريكا في العراق و أفغانستان هو دوام الحرب و القتال و سفك الدماء مع عدم التزام بيت الأبيض لأي طريق ينتهي إلى السلام. و إذا استرمت هذه الحالة و هذا الحضور المشؤوم الأمريكي مع حلفائها الأروبيين في أفغانستان و العراق، يتضح فشل و ضعف بيت الأبيض في هذا المجال أكثر فأكثر.