قمة منظمة شانغهاي وتأثيراتها على أفغانستان ودول المنطقة
تحرير: مركز الدراسات الاستراتیجية والإقلیمیة
ملاحظة: انقر هنا للحصول على ملف PDF لهذا التحليل.
___________________________________________________________________
ستقرؤون في هذه النشرة:
قمة منظمة شانغهاي وتأثيراتها على أفغانستان ودول المنطقة
• أفغانستان وتاريخ “مجموعة شانغهاي الخماسية”
• منظمة شانغهاي للتعاون
• ميل دول المنظمة للتفاعل مع القضية الأفغانية
• القمة الثانية والعشرين لمنظمة شانغهاي
• قمة شانغهاي وأفغانستان
• خاتمة
___________________________________________________________________
استضافت أوزبكستان المؤتمر الثاني والعشرين لأعضاء منظمة شانغهاي للتعاون حيث انعقد المؤتمر بمدينة سمرقند في تاريخ 15 و 16 من شهر سبتمبر/2022. مع أن قضية أفغانستان كانت أحد المحاور المهمة بالمؤتمر إلا أن المنظمة للمرة الثانية عقدت المؤتمر دون دعوة الحكومة الأفغانية. في هذه القمة أكدت الدول الأعضاء على ضرورة الاهتمام بأوضاع أفغانستان لأجل ضمان استقرار الأمن بالمنطقة.
أُسست منظمة شانغهاي للتعاون عام 2001م؛ وقد كانت هناك منذ بدايات تأسيس المنظمة علاقات مباشرة بينها وبين مجريات المشهد الأفغاني، كما أن اهتمام المنظمة ومثيرات قلقها وآمالها تجاه أفغانستان قد زادت خلال العقد الماضي. أفغانستان باعتبارها بلدا مهما داخل نطاق هذه المنظمة التحقت كعضو مراقب بها منذ عام 2012م إلا أن مساعيها لحيازة العضوية التامة قد أخفقت.
بالنظر إلى أهمية منظمة شانغهاي للتعاون على مستوى المنطقة والعالم سلطنا الضوء في هذا المقال على تاريخ المنظمة وتأثيراتها المتبادلة مع الجانب الأفغاني، ودوافع اهتمام المنظمة بالقضية الأفغانية، وانعقاد مؤتمراتها مؤخرا دون مشاركة مندوبي الحكومة الأفغانية، والتأثيرات المتوقعة لقمة المنظمة الأخيرة على أوضاع أفغانستان ودول المنطقة.
أفغانستان وتاريخ “مجموعة شانغهاي الخماسية”
مع اجتياح الاتحاد السوفييتي لأفغانستان كثرت تدخلات دول المنطقة والعالم في الشأن الأفغاني وحين انسحب الاتحاد السوفييتي من أفغانستان لم تقل تلك التدخلات وإنما زادت بشكل ملحوظ. سبب هذه التدخلات هو انقسام الدول إبان الاحتلال السوفييتي لأفغانستان إلى فريقين: أ: الدول المؤيدة للاتحاد السوفييتي؛ ب: الدول المؤيدة للمجاهدين. لذا كانت الحرب دائرة في صورتها الكبرى بين هذين المعسكرين؛ ولكن مع انسحاب القوات الشيوعية من أفغانستان لبست الحرب ثوبا جديدا وبدأت الحروب بالوكالة بين تلك الدول عبر جماعات تابعة لها. في تلك الفترة لم تكن الحرب دائرة بين المعسكرين المذكورين فحسب وإنما امتدت لتشمل الكثير من الدول المتنافسة بالمنطقة وفي نهاية المطاف جرت هذه الصراعاتُ أفغانستان إلى دوامة الحرب الأهلية واشتُهرت عالميا بكونها حاضنة لـ “التطرف والإرهاب والمخدرات والانفصاليين” حسب القائلين بهذه التسميات.
عقدت مجموعة شانغهاي الخماسية عام 1996 اجتماعها حيال أوضاع أفغانستان وكانت تضم حينها الصين وروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان؛ وسبب الاجتماع المذكور تأثر ثلاث دول من هذه المجموعة بأوضاع أفغانستان. واجهت روسيا ثورة مسلمي القفقاز والبوسنة، واندلعت الحرب الأهلية في طاجيكستان بين النهضة الإسلامية وأنصار الحزب الشيوعي الطاجيكي، كما ثارت جماعة تركستان الشرقية على الحكومة الصينية.
بالإضافة لذلك كانت هناك عوامل أخرى لتأسيس هذه المجموعة منها العمل بنظرية بريجنسكي حيال دول أوراسيا، وتشكيل تحالف جيوسياسي مضاد للولايات المتحدة الأمريكية عقب الحرب الباردة.
في البداية تمحورت أهداف المجموعة حول تعزيز الثقة بين الدول الأعضاء وتبديل الحدود المشتركة بين الدول إلى مناطق آمنة وغير مسلحة؛ وفي فترات لاحقة أضافت المنظمة ضمن أهدافها مكافحة التطرف والإرهاب والجماعات الانفصالية.
منظمة شانغهاي للتعاون
في عام 2001 ومع انضواء أوزبكستان تحت عضوية المنظمة تم تبديل اسمها إلى منظمة شانغهاي للتعاون. في عام 2004 مُنح كرسي عضو مراقب لدولة منغوليا وفي عام 2005 التحقت الهند وباكستان بالأعضاء المراقبين بالمنظمة كما تم إلحاق أفغانستان كعضو مراقب بالمنظمة عام 2012 بدعم من الصين. اتسع نشاط منظمة شانغهاي للتعاون عام 2015 ومُنحت العضوية الكاملة حينها للهند وباكستان وبذلك بلغ عدد الدول الأعضاء بالمنظمة 8 دول.
حاليا تنضوي دول الصين وروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان والهند وباكستان تحت العضوية الدائمة بالمنظمة كما أن دول بيلاروس وإيران ومنغوليا وأفغانستان أعضاء مراقبة بالمنظمة، ومن المتوقع أن تشارك إيران بقمة المنظمة عام 2023م كعضو دائم. وهكذا تُعد دول آذربيجان وأرمينيا وكمبوديا ونيبال وتركيا وسريلانكا شركاء الحوار بالمنظمة. يبلغ سكان الدول الأعضاء بمنظمة شانغهاي إجمالا نحو 3.5 مليار نسمة مما يُشكل تقريبا نصف سكان الكرة الأرضية.
حاليا تعمل دول منظمة شانغهاي كاتحادٍ مشترك بغية تعزيز الثقة المتبادلة بينها وتوطيد العلاقات بين الدول المجاورة وتوسيع رقعة التعاون المتبادل على الصعيد السياسي والتجاري والاقتصادي والثقافي مع زيادة الدعم الثنائي في مجالات التعليم والطاقة والنقل؛ ومع ذلك يبقى تركيز المنظمة منصبا على القضايا الأمنية بالمنطقة ومكافحة تهريب المخدرات ولذا يُعد الملف الأفغاني محورا مهما ضمن أجندات المنظمة في اجتماعاتها السنوية.
ميل دول المنظمة للتفاعل مع القضية الأفغانية
في تسعينات القرن الماضي تم الإدلاء ببعض التصريحات في اجتماع مجموعة شانغهاي الخماسية المنعقد عام 1990 حيال تحولات القضية الأفغانية. في يوليو من عام 1998 اجتمع وزراء الخارجية من الدول الأعضاء بمجموعة شانغهاي وأبدوا قلقهم تجاه مجريات الساحة الأفغانية. عقب ذلك وتحديدا في القمة المنعقدة من قِبل المنظمة في شهر أغسطس/1999 أبدت الدول المشاركة “قلقها العميق” حيال أفغانستان كما أن وزراء الدفاع بالدول الأعضاء بالمنظمة عدوا أوضاع أفغانستان “مثيرة لمخاوف كبيرة” في الاجتماع المنعقد بمارس/2000.
منذ عام 2001 حين أُسست الحكومة الأفغانية الجديدة بدعمٍ أمريكي لم تندد منظمة شانغها بهجمات الحادي عشر من سبتمبر وحسب وإنما أعلنت تأييدها للحرب الأمريكية ضد “الإرهاب”. قدمت حينها بعض الدول الأعضاء بالمنظمة مثل أوزبكستان وطاجيكستان قواعد عسكرية للولايات المتحدة الأمريكية. وفي عام 2004 والفترة اللاحقة له زادت مخاوف دول المنظمة من تزايد “التطرف” و “الإرهاب” ولذا أسست عام 2005 مجموعة مخصصة للشأن الأفغاني. ومع تفاقم الحالة الأمنية بأفغانستان عقدت منظمة شانغهاي للتعاون مؤتمرا حول أفغانستان وقامت عام 2012 بمنح أفغانستان كرسي عضو مراقب بالمنظمة.
هذا الميل للتفاعل مع القضية الأفغانية زاد لدى أعضاء منظمة شانغهاي للتعاون بسبب القلق من اتساع تهريب المخدرات وازدياد نشاط المتطرفين والإرهابيين والانفصاليين حسب تسمية مندوبي تلك الدول.
القمة الثانية والعشرين لمنظمة شانغهاي
انعقدت القمة الثانية والعشرين لدول أعضاء منظمة شانغهاي هذه المرة باستضافة أوزبكستان ورئاسة الرئيس الأوزبكستاني شوكت ميرضيايوف، حيث شاركت بالمؤتمر الدول الأعضاء الدائمة والمراقبة ورؤساء أذربيجان وتركمنستان وأرمينيا وقادة مؤسسات إقليمية ودولية بما فيها هيئة الأمم المتحدة وغيرها. يُعد هذا الاجتماع أول اجتماع لقادة الدول الأعضاء بعد ثلاث سنوات من انتشار فيروس كورونا عام 2020.
عُدت هذه القمة مهمة للغاية بسبب مواجهة الدول الأعضاء بالمنظمة لتحولات عميقة شهدتها المنطقة وتُعد هذه القمة هي أهم اجتماع ينعقد بعد ظهور هذه التحولات في المنطقة. من الأحداث والتحولات الهامة المذكورة الحرب الروسية- الأوكرانية وتحول النظام الحاكم بأفغانستان وتدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية بها، وتطورات قضية الصين وتايوان الأخيرة والأزمة بين أرمينيا وأذربيجان وبعض الأحداث والتحولات الهامة الأخرى مثل تدهور الحالة الاقتصادية بباكستان وغيرها. من جانبٍ آخر قُتل على الأقل 30 شخصا في ثاني يوم من انعقاد القمة بسبب اشتباكات وقعت على الحدود بين قرغيزستان وطاجيكستان اللتين لديهما عضوية دائمة بالمنظمة.
حاليا بما أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا قد بلغت مرحلة حرجة كما أن روسيا قد خسرت بعض المناطق التي حازت عليها مسبقا من أراضي أوكرانيا فقد شغل هذا الموضوع جل أجندات القمة. التقى الرئيس الصيني بنظيره الروسي في اليوم الأول من القمة حيث كان أول لقاء يجمع بين الرئيسين منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا. بعد هذا اللقاء قبل الرئيس الروسي بوجود قلق لدى الجانب الصيني حيال أوضاع أوكرانيا إلا أنه شكر الصين على تبني الصينيين لموقف مشابه تجاه قضية أوكرانيا. مع أن الصين لم تؤيد روسيا في هجومها على أوكرانيا إلا أنها زادت من تبادلها التجاري مع روسيا بعد بدء الحرب الأوكرانية.
انتهت القمة الثانية والعشرين للمنظمة بعد اعتماد أكثر من 40 وثيقة وبيانا وإصدار بيان إعلامي مشترك وزامن ذلك انتهاء مدة رئاسة الرئيس الأوزبكتساني للمنظمة التي امتدت لعام ووفق قرار الأعضاء سترأس الهندُ المنظمة خلال العام المقبل. من ضمن الوثائق الموقعة المذكورة وثيقة منح إيران العضوية الدائمة بالمنظمة وعُدَّ انضمام إيران للمنظمة كعضو دائم حدثا تاريخيا. وفي السياق ذاته تم قبول طلب دولة بيلاروس حيال منحها العضوية الدائمة كما تم الإعلان عن دول أخرى جديدة ضمن شُركاء الحوار بالمنظمة.
في نهاية البيان ذُكر أن العالم يسير نحو تحولات واسعة ويتحول بسرعة إلى عالم متعدد الأقطاب. أشار البيان إلى أن التحديات والعقبات العالمية زادت تعقيدا كما أن الاحترابات والأزمات الإقليمية والدولية قد تفاقمت سوءا. لذا أشار الأعضاء على ضرورة الخطو المشترك حيال التحديات والعقبات الحالية ولوزم حل الصراعات الإقليمية عبر الطرق السياسية والدبلوماسية لا غير.
قمة شانغهاي وأفغانستان
مع أن قضية أفغانستان كانت أحد محاور القمة إلا أن مندوبيها لم يحضروا المؤتمر. في الوقت ذاته تتبادل أفغانستان علاقات حسنة مع معظم الدول الأعضاء بالمنظمة إلا أن عدم الاعتراف برسمية الحكومة الأفغانية من قِبل أي دولة حتى الآن كان السبب الرئيس في عدم دعوة مندوبي أفغانستان للقمة المذكورة. لدى معظم الدول الأعضاء بالمنظمة موقف مشترك حيال الاعتراف الدولي الرسمي بالحكومة الأفغانية حيث ترى هذه الدول لزوم استجابة الجانب الأفغاني لمطالب المجتمع الدولي.
وفق الاتفاقية الموقعة بين منظمة شانغهاي وهيئة الأمم المتحدة على كلا الجانبين احترام دستور الجانب الآخر، ومن ثم إن قامت منظمة شانغهاي بدعوة الحكومة الأفغانية التي لم تحظ بالاعتراف الرسمي حتى الآن لعدّت هيئة الأمم المتحدة ذلك انتهاكا من جانب المنظمة. لذا يتبين أن الدول الأعضاء بمنظمة شانغهاي مع وجود العلاقات الثنائية الحسنة مع الإمارة الإسلامية لم تقدر على التعامل الرسمي مع الإمارة بسبب الملحظ القانوني المذكور.
مع ذلك صرح رئيس أوزبكستان ورئيس منظمة شانغهاي للتعاون في دورتها السابقة شوكت ميرشيايوف في مقال كتبه حيال أفغانستان قبل القمة أن أفغانستان جزء لا يتجزأ من دول منظمة شانغهاي للتعاون وأن أفغانستان تحتاج حاليا أكثر من أي وقت مضى لجيرة حسنة ودعم من قِبل دول المنظمة. وهكذا بيّنت المنظمة أنها بسبب الملحظ القانوني لم تقدر على دعوة أفغانستان للقمة إلا أن اهتمامها لم يقل بالملف الأفغاني وأن لديها موقفا وديا تجاه أفغانستان. هذا التصريح حيال أفغانستان تم تثمينه من قِبل المتحدث باسم الإمارة الإسلامية في بيان منشور كما أضاف المتحدث أن موقف المنظمة موقف ودي تجاه أفغانستان.
تحدث المشاركون بالمؤتمر حيال أفغانستان في لقاءاتهم على هامش القمة؛ وفي البيان الختامي أكدت المنظمة على ضرورة تأسيس الحكومة الشاملة بأفغانستان. يصرح البيان قائلا: “الدول الأعضاء بمنظمة شانغهاي تدعم صيرورة أفغانستان بلدا مستقلا يتسم بالرخاء والأمن والاستقرار ويخلو كاملا من الإرهاب والمخدرات”. وذُكر في موضع يسبق ذلك في البيان بأن المنظمة تدعو إلى تأسيس حكومة أفغانية تمثل كافة العرقيات والمذاهب والجماعات السياسية الأفغانية.
أكد رئيس الدولة المستضيفة ميرضيايوف في حديثه بأن السلام الأفغاني وانتعاش الاقتصاد بأفغانستان يجب أن يتصدر أولويات المنظمة. اقترح الرئيس الأوزبكستاني كذلك تأسيس صندوق لتوصيل الأغاثات والمساعدات لأفغانستان وأكد على ضرورة الوقوف إلى جانب أفغانستان وعدم تركها وحيدة في الأزمة الحالية. وفق حديثه، فإن العقوبات المفروضة على السلطات الأفغانية ستؤدي إلى جعل أفغانستان مأوى للإرهاب، الأمر الذي لا يصب في صالح دول المنطقة. أكد الرئيس كذلك على ضرورة العلاقات الثنائية والحوار المتبادل بين الدول الأعضاء بمنظمة شانغهاي وحكومة طالبان.
أكد البيان الختامي كذلك أن الدول الأعضاء مع تأكيدها والتزامها بمكافحة الإرهاب والدعوات الانفصالية والأصولية لا تقبل بالتدخل في شؤون الدول الداخلية تحت ستار مكافحة الإرهاب.
إن دول منظمة شانغهاي لم تمتنع عن مساندة المعارضة المسلحة بأفغانستان فحسب وإنما شرعت معظم دول المنظمة في التعامل الثنائي مع الإمارة الإسلامية دون اعتراف رسمي بحكومتها. من أسباب ذلك هو اهتمام الإمارة الإسلامية بالمحور الاقتصادي في سياستها الخارجية مع حفاظها على الحياد تجاه تحولات دول المنطقة، ولذا تؤيد معظم هذه الدول الوقوف إلى جانب أفغانستان في أزمتها الاقتصادية ومساعدتها بالإغاثات الإنسانية من الجهات الدولية المختلفة.
مع كل ما ذُكر، يتضح من مواقف الدول الأعضاء بمنظمة شانغهاي بأن لديها مخاوف حيال أوضاع أفغانستان رغم استعدادها للتعامل الثنائي مع الحكومة الأفغانية. من جانبٍ يُعد نشاط جماعة داعش أمرا مُقلقا لأعضاء منظمة شانغهاي حيث قُتل دبلوماسيَّين روسيين في الهجمة الأخيرة على السفارة الروسية بكابل. وعلى الصعيد السياسي والاجتماعي لم تقدر إمارة طالبان على تقليص الاستياء الحاصل من نمط حكمها على مستوى داخل أفغانستان وخارجها. حديثا عقدت المعارضة السياسية للحكومة الأفغانية مؤتمرا بالنمسا وطالبت بزيادة تدخلات الدول الأجنبية في الشأن الأفغاني. على الصعيد الاجتماعي تبدلت قضية تعليم البنات إلى موضوع حساس زادَ معدل الاستياء من الحكومة على المستوى الداخلي والدولي، من ذلك على سبيل المثال تقييم المخبر الأممي الخاص لوضع حقوق الإنسان في أفغانستان وتصريحه بأن هذا المف الحقوقي يواجه انتهاكات صارخة. ومع ذلك ردت الإمارة الإسلامية تصريحات المخبر المذكور التابع للأمم المتحدة وعدت تقريره تحريضيا وتشويهيا.
خاتمة
منظمة شانغهاي للتعاون تعد منظمة هامة على مستوى المنطقة والعالم كما أن الدول الأعضاء بالمنظمة وخصوصا الصين وروسيا من ضمن القوى الكبرى بالعالم وتلعب دورا هاما في السياسة الدولية. إن الدول الأعضاء المؤثرين بهذه المنظمة تجاور أفغانستان كما أن مواقفها كفيلة بإيقاع تأثيرات كبيرة على تحولات الساحة الأفغانية.
إن عدم دعوة أفغانستان للمشاركة بهذه القمة رسالة واضحة تدل على أن الاعتراف الرسمي والشرعية الدولية ضرورة ماسة لأفغانستان وبدون هذه الشرعية ستبقى أفغانستان مهمشة على مستوى قضايا المنطقة والعالم؛ وذلك لأن دولا قوية مثل الصين وروسيا لا تقدران على انتهاك المواثيق الدولية القانونية ولن تقوم بدعوة أفغانستان في وضعها الحالي إلى مثل هذه المؤتمرات.
إذا تأملنا في مواقف الدول الأعضاء بهذه المنظمة سنجد أن معظمها تسعى للعب دور إيجابي في الشأن الأفغاني، إلا أن هناك عددا كبيرا من القضايا السياسية والاجتماعية والأمنية التي تضع حدودا وقيودا أمام هذه الدول في ميدان التعامل الرسمي مع طالبان. لذا يُتصور أن الإمارة الإسلامية إن لم تتمكن من الحصول على قناعة دول المنطقة والعالم فلن نشهد في المستقبل القريب أي تطور في مجال تعامل دول العالم أو على الأقل دول المنطقة مع أفغانستان.
النهاية