مفاوضات مع حركة طالبان برعاية الأمم المتحدة

 

فيما تدور خارجية أشرف غني الرئيس الأفغاني حول الدبلوماسية الاقتصادية، فإن المحادثات مع حركة طالبان وإحلال الأمن في البلد تحتل مكانة عالية في سياسته الخارجية أيضا. فور وصول أشرف غني إلى سدة الحكم في أفغانستان بدأ مشروع السلام المتوقف بالتحرك مرة أخرى. وبرأي كثير من المحللين لعبت زيارة أشرف غني إلى السعودية والصين وباكستان دورا كبيرا في إحياء هذا المشروع، ويقال إن لدى الرئيس الأفغاني برنامج كامل لإحلال السلام في بلده.

والآن نشرت أخبار تؤكد سير أشرف غني على خطى الرئيس السابق حامد كرزاي وإجراء محادثات سرية مع حركة طالبان. نشرت صحيفة “إكسبريس” الباكستانية في تقرير لها إن هذه المحادثات يتم إجرائها برعاية الأمم المتحدة، وتهدف إلى إشراك حركة طالبان في القوة السياسية الأفغانية.

تأتي هذه المحاولات في أوضاع دامية حيث شهدت العاصمة الأفغانية خلال أسبوعين فقط تسعة هجمات دامية، تبعتها استقالة الجنرال ظاهر قائد شرطة كابول. وبرأي بعض المراقبين إن كانت هذه المحاولات قد بدأت فعلا، فإنها تظهر رغبة الرئيس الأفغاني للسلام.

محادثات سرية للسلام

كشفت صحيفة “تريبيون ذا إكسبريس” الباكستانية باللغة الإنجليزية عن محادثات سرية بين أشرف غني وحركة طالبان برعاية الأمم المتحدة، وهو أمر لم تصدر الأمم المتحدة بيانا بشأنه. وتبقى تفاصيل الأمر غامضة حيث ليس من المعلوم إن كانت المحادثات قد أجريت مباشرة بين مندوبي الحكومة والحركة أو عبر وساطة ثالثة. كما تلف السرية المكان الذي أجريت فيه المحادثات.

وقبل هذا تعثرت المحادثات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان في قطر، عندما خالف الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي رفع شعار “الإمارة الإسلامية”، لمكتب طالبان في قطر. وأما الآن فهناك مصادر قريبة من طالبان تؤكد أن أشرف غني يمكن أن يعترف بمكتب حركة طالبان في قطر وأن يسمح برفع علم الحركة في المكتب، من دون وضع شعار “إمارة أفغانستان الإسلامية”.

وعلى حد تعبير هذه الصحيفة أكد المسؤولون الباكستانيون في إسلام آباد وساطتهم وتعاونهم في هذه المحادثات. وتؤكد المصادر رغبة أشرف غني للحاور مع طالبان أكثر من كرزاي وأنه جعل حركة طالبان مستعدة للاندماج في العملية السياسية الأفغانية.

إلى جانب ذلك يشار إلى وساطة البعض مثل “كاكا قيوم” في محادثات أشرف غني مع طالبان، ويرى بعض المراقبين أن السيد قيوم له علاقات وثيقة مع حركة طالبان، وأنه سافر مرات عديدة إلى قطر وطرح مقترحاته لحركة طالبان.

يقال إن أشرف غني طلب من عمه إكمال مشروع السلام، وفي هذا الصعيد قام السيد قيوم قبل وصول أشرف غني إلى القصر الرئاسي بزيارة الإمارت التقى فيها بمسؤول في حركة طالبان الذي قام بدوره بزيارة كابول قبل أسبوعين، ولكن الوسطاء يؤكدون أن هذا المسؤول التقى مع السيد قيوم برغبته الذاتية وأنه قدم توضيحا بشأن لقائه لقادة الحركة. إن هذا اللقاء إن كان قد تم من دون مشورة القادة في الحركة فإنها لن تجدي نفعا. فمثل هذه اللقاءات إنما تثمر إذا كانت بين قادة للحركة والحكومة على حد المسؤولية.

حتى الآن يبقى غامضا إن كانت الصحيفة الباكستانية تشير إلى هذه اللقاءات التي قام بها السيد قيوم، أم أن لقاء آخر حدث بين مندوبي الحكومة والحركة؟ وفي السابق أيضا نشرت شائعات بمحادثات جرت بين الأمريكيين وأناس أظهروا أنفسهم من حركة طالبان، والآن هناك من يشك أن تكون الحكومة قد أجرت محادثات مع أناس خارج الحركة، أو من أعضائها السابقين. النهاية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *