الدورة الـ73 للجمعية العامة ل22لأمم المتحدة وأفغانستان
عُقدت الدورة ال73 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في الأسبوع الماضي، وشارك فيها قادة ورؤساء دول العالم بما في ذلك الرئيس التنفيذي لحكومة الوحدة الوطنية، الدكتور عبد الله عبد الله بقيادة وفد حكومي رفيع المستوى.
تم مناقشة قضايا عالمية مختلفة بين قادة ورؤساء البلدان الأعضاء في هذه الدورة. وفي اليوم الثاني من الاجتماع أكد الدكتور عبد الله عبد الله في حديثه على التعاون الإقليمي المشترك من أجل السلام والاستقرار. كما طالب من الدول المجاورة، وخاصة باكستان، المساعدة حول معرفة “الإرهابيين” والقضاء على مخابئهم معا.
وحذر الأمين العالم للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في افتتاحية هذا الاجتماع، من تزايد وتيرة الفوضى والتي وجهت تحديات كبيرة للمجتمع الدولي، مؤكدا على أنه انخفضت الثقة في المؤسسات الدولية ونشهد ظهور قطبين في مجلس الأمن الدولي.
ما هو دور الأمم المتحدة في قضية أفغانستان؟ مشاركة الدكتور عبد الله في الدورة الأخيرة لهذه المنظمة، وماذا حدث في هذه الدورة؟ موضوعات تمت مناقشتها في هذا العدد.
أفغانستان ومنظمة الأمم المتحدة
تشكلت منظمة الأمم المتحدة من 51 دولة بعد الحرب العالمية الثانية في عام 1945، وحصلت أفغانستان على عضوية رسمية في عام 1946م . وقد وصل عدد الدول الأعضاء في هذه المنظمة إلى 193 دولة في عام 2006 ، لكن تايوان والفاتيكان هما دولتان لا تمتلكان عضوية هذه المنظمة.
أعلنت منظمة الأمم المتحدة بعد غزو الاتحاد السوفييتي السابق لأفغانستان عام 1979م، اعتراضه بإصدار قرار من هذه المنظمة. كما أن هناك بعض المنظمات التابعة للأمم المتحدة بدأت فعالياتها بعد الغزو السوفيتي في أفغانستان. وكان آخر جهودها ما تم توقيعه عام 1988م، ومهد الطريق لخروج القوات السوفيتي من أفغانستان.
بعد الانسحاب السوفييتي من أفغانستان، حاولت الأمم الأمتحدة وقف الحروب الأهلية آنذاك، ولكن لم تكن لها أي نتيجة. كما حاولت خلال حكم طالبان، إجراء محادثات بين طالبان والتحالف الشمالي، ولكن هذه الجهود لم تعط أي نتائج إيجابية أيضا.
وسعت المنظمة عملها في أفغانستان بعد سقوط نظام طالبان عام 2001م، وإنشاء النظام الجديد بالتعاون مع الولايات المتحدة. وأدت المنظمة مهام مختلفة من إنشاء نظام إداري، وإقامة لوياجرغا وإجراء الانتخابات في أفغانستان. إلا أنه مع مضي 17 سنة، تواجه أفغانستان اضطرابات سياسية واقتصادية وأمنية، وهناك انتقادات حول أعمال ومهام هذه المنظمة ودورها في القضية الأفغانية.
اشتراك أفغانستان في الدروة ال73
اشتراك الرئيس التنفيذي بدلا من الرئيس الأفغاني غني في هذا الاجتماع، أثارت بعض الشكوك حول ما إذا كان قد بدأت جوا من عدم الثقة بين الرئيس الأفغاني وإدارة دونالد ترامب.
وفقا لوكالة بجواك الإخبارية ونقلا عن منبع حكومي: “كان من المقرر أن يشترك الرئيس غني في الدورة ال73 ويلتقي بدونالد ترامب في حاشية الاجتماع؛ لكن مع أن رئيس الأمن القومي حمد الله محب ذهب إلى الولايات المتحدة لهذا الغرض، إلا أن ترامب رفض هذا اللقاء وقال سيلتقي نائبه مايك بنس مع الرئيس غني.” وتقول المصادرإن الرئيس غني لذلك لم يحضر هذه الدورة للجمعية العامة للأمم المتحدة.
على الرغم من أن مكتب الرئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية لم تؤيد هذه التعليقات ، إلا أن عدم إشارة دونالد ترامب إلى القضية الأفغانية خلال بيانه في هذا الاجتماع زاد من هذه الشكوك.
الحرب الأمريكية بعد 17 عاما في أفغانستان حاليا تحتويها هالة من الغموض أو الإخفاق. وقد وظفت الولايات المتحدة استراتيجيات عدة منذ عام 2001م، ولكن لم تكن لها أي نتيجة سوى مواصلة الحرب الجارية.
ساعدت الولايات المتحدة بعد احتلالها لأفغانستان مليارات دولار أمريكي لإنشاء نظام جديد في أفغانستان، ولكن البلاد لا تزال تعاني من اضطرابات سياسية واقتصادية وأمنية، وتعتبر أفغانستان من أكثر البلاد فسادا في العالم.
ونظرا إلى هذا الوضع الوخيم تم تعيين زلمي خليلزاد كممثل للولايات المتحدة في أفغانستان من قبل دونالد ترامب، ليبحث هو الآخر طريقا للخلاص من هذا الوضع الغامض. يرى كثير من الباحثين بأن إدارة ترامب ليست براض عما فعلت حكومة الوحدة الوطنية في هذه الفترة. لأنه وصلت وخامة الوضع إلى درجة طالب عدد من الأحزاب السياسية، ومسؤولين حكوميين سابقين، ومجلس النواب مراجعة الاتفاقية الأمنية بين البلدين، وهذه قضية لا تقبلها الولايات المتحدة أبدا. هناك تحليلات ترى بأن إدارة ترامب لا تلتقي برؤساء وقادة أفغانستان، لأنه ليس لديها أيضا تصور أو استراتيجية واضحة تجاه الوضع الحالي في البلد.
ماذا جرى في الاجتماع الـ73؟
أصبح بيان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة عناوين الأخبار . وقد اعتبر إيران هي الدولة التي زرعت بذور “القتل، والاضطرابات، والتخريب” في الشرق الأوسط. كما اعتبرها من الدول التي لا تحترم جيرانها، ولا الدول الأخرى وحاكميتها.
كما اتهم دونالد ترامب في اجتماع مجلس الأمن، إيران وروسيا، قائلا إن هذه الدول تلطخت أيديها بدماء الأبرياء في سوريا، كما انتقد الصين أيضا قائلا إن هذه الدولة تخطط لفشل الحزب الجمهوري في الانتخابات المقبلة. كما صرح دونالد ترامب بأنه أول رئيس تحدى الصين في الجانب التجاري.
تمت مناقشة الوضع الحالي في سوريا، ويمن وفلسطين في الاجتماع الأخير للأمم المتحدة، لكن في هذا الاجتماع، كانت قضية أفغانستان هي الأقل حظا في بيانه حيث لم يشر إليها دونالد ترامب البتة.
وإن كان الرئيس التنفيذي الدكتور عبد الله ألقى بيانه في اليوم الثاني من اجتماع الأمم المتحدة، ولكن لا نلحظ في البيان ما يجلب أنظار المجتمع الدولي إلى القضية الأفغانية، فإنه تحدث عن قضية السلام بين الحكومة الأفغانية والمعارضة المسلحة، فكان ضعف نوايا الحكومة الأفغانية في هذه القضية جليا، كما لم يتم بيان القضايا الإقليمية بشكل يجلب الاهتمام الدولي حولها.
التقى الرئيس التنفيذي مع الرئيس الإيراني حسن روحاني على حاشية الدورة ال73، وأكد الطرفان على مكافحة الإرهاب كفاحا مشتركا. وطالب روحاني تصديق اتفاق شامل بين طهران وكابول، قائلا إن بلده مستعد لاستغلال ميناء تشابهار واتصال السكك الحديدية على الحدود الأفغانية.
كما التقى الدكتور عبد الله مع الأمين العام للأمم المتحدة وأكد له تدعيم انتخابات شفافة وذات مصداقية بواسطة الوسائل الآلية (بايومتريك)، كما شدد الأمين العام للأمم المتحدة على إجراء انتخابات شفافة وذات مصداقية والتي تساعد على الاستقرار السياسي. كما أضاف في هذا اللقاء بأنه لم يتغير موقف باكستان حول مكافحة الإرهاب حتى الآن، والحل الوحيد للخروج من الصعوبات الحالية هو التعاون المشترك بين أفغانستان وباكستان. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة ضمان تعاون المنظمة الكامل للدكتور عبد الله، وقال إن هدفنا هو السلام والاستقرار في أفغانستان.
كما التقى الرئيس التنفيذي بنائب وزير الخارجية في شؤون آسيا الوسطى وجنوب آسيا، وتحدث الطرفان في لقائهما حول قضية السلام في أفغانستان، وعلاقات أفغانستان الإقليمية، والوضع الأمني للبلاد وقضايا مهمة أخرى.
وبالإضافة إلى ذلك، كان لقاء للرئيس التنفيذي مع رئيس الوزراء لدنمارك وبلجيكا، وأكد الوزيران على توسيع وتطوير العلاقات مع أفغانستان.
انتهى