زيادة حوادث الحريق في المراكز التجارية

 

في البلد الفقيرة مثل أفغانستان التي تعيش أربعين في المائة من سكانها تحت خط الفقر، حوادث اشعال النار في مراكزها التجارية أكبر تحد للحياة البشرية، لأن كل حادثة تسفر عن تعطيل عشرات من الأفراد عن العمل.

في الأسبوع الماضي في السابع من الشهر الحادي عشر من السنة الشمسية اشعلت النار في مركز “ميلاد” التجارية مما أدت إلى حرق أربعمائة من الدكاكين مع جميع الأموال، وكان سبب هذا الحريق الكهرباء كما قال مسئول الرقابة عن هذا المركز.

ولأجل تأخير السيارات الاطفائية وعدم التمكن من انتشار النار أدت النار الى المراكز التي كانت في جوار مركز الحادثة وهو مركز الريحان التجاري ومركز داوي التجاري وتكبدت الخسائر إلى هذه المراكز أيضا في حين تبلغ الخسائر إلى أكثر من مليار دولار كما قاله السيد أذرخش حافظي عضو الغرفة التجارية والصناعية في أفغانستان.

حوادث الحريق الأخيرة في كابول، وأسباب اشعال النار في المراكز التجارية، وسبل منع هذه الحوادث، هذا المباحث سوف نتناولها في هذا التحليل.

 

حوادث الحريق الأخيرة في كابول

الحريق الأخير في منطقة مندوي من مدينة كابول حادثة جديدة التي اختصت لها الأخبار في الاعلام على نطاق واسع، في حين نسفت حرقا المراكز التجارية الأخرى في مثل هذه الحوادث في مدينة كابول وخسر أصحابها ملائين الدولارات.

قبل قرابة شهر وبتاريخ الثالث عشر من الشهر العاشر للسنة الجارية الشمسية وباسباب مجهولة اشعلت النار أولا في محطة البطرول قرب مفترق “الحاج عبدالحق”، وبعد ذلك انتشر النار إلي المبنى القريب من المحطة باسم كابل تاور من أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص و44 جريح مع الخسائر المالية الفادحة.

كما اشتعلت النار في الشهر الثامن من هذه السنة في منطقة نادربشتون من مدينة كابول في مركزين من المراكز التجارية وهما مركز خيرخواه، ومركز زرنكار لتجارة الالكترونيات، مما أدت الى حرق قرابة 800 دكان، وحرق المركزان بشكل كامل في حين تبلغ الخسائر إلى ملائين الدولارات.

كما اشتعلت النار قبل سنة ونصف في المركز التجاري باسم تيمورشاهي وكان مركزا قديما، وقبله اشتعلت النار في المراكز التجاري الكبير باسم أباسين زدران في منطقة ميرويس ميدان في مدينة كابول مما اسفر عن قتيل وخسائر تبلغ حدود ثمانين مليون دولار.

كانت هذه بعض نماذج من حوادث الحريق في المراكز التجارية التي تبلغ الخسائر المالية لكل حادثة إلي عشرات الملائين من الدولارت وفق الغرفة التجارية والصنائعة، وترد هذه الحوادث ضربة قاسية إلي اقتصاد افغانستان وشعبه، في حين يلزم على الحكومة الأفغانية الحفاظ على هذه الأموال.

 

أسباب الحريق في المراكز التجارية

حتى الآن لم يسفر بشكل دقيق عن أسباب هذه الحرائق، والأسباب مبهمة حتى الآن، إلا أن بعض الأدلة والشواهد التي حددت من قبل بعض المتخصصين في مجال الحريق ترشد إلى أسباب تالية:

الاستفادة عن الآلات الكهربائية والغازية: الاستفادة عن وسائل الكهربائية والغازية للحرارة والبرودة واستعمال هذه الآلات بدون اهتمام لمضراتها تتسبب في اشعال النار.

ترك المعائير اللازمة للأبنية في المراكز التجارية: كثير من المباني والمراكز التجارية بنيت بدون أن تراعى في بنائها المعائير اللازمة للأبنية، وبدون أن تراعى فيها حالات الحوادث، من ضيق الطرق المؤدية الى المركز والطرق العاجلة، ووجود الأسلاك الكهربائية العارية، وغير ذلك من الأمور التي تتسبب في اشعار النار في المراكز التجارية. حيث يقول مدير المرکز التجاري “ميلاد”: إن سبب الحريق في هذا المركز هو جلطة الكهرباء في إحدی المحلات داخل المرکز التجاري.

أیدي المافیا: اعتمادا على طبيعة بعض الأحداث في المراكز التجارية، هناك دراسات تدل علی وجود أيدي المافيا ولصوص المافيا في هذه الأحداث. على سبيل المثال: في حالة وقوع مثل هذه الحوادث، يتم إلقاء القبض على الأشخاص الذين یستغلون الحالات الاضطراریة في حوادث الاحتراق لسرقة النقود من التجار وفي عدد من هذه الأحداث تم القبض عليهم من قبل الشرطة مع مبالغ طائلة من المال.

اهمال المواطنین المسؤولیة: إهمال مسؤولية المدنیة التي تنطوي على ترك المكتب أو مکان العمل  فجأة وعدم التأكد من ایقاف تشغیل المفاتيح الكهربائية، ونفایات الوقود ومحروقات أخرى مثل البنزين والديزل والغاز السائل في الاماکن السكنية والتجارية من قبل المواطنين تسبب أيضا النار وتسبب خسائر مالية ضخمة.

عدم وجود نظام الأمان: عدم تجهيز المراكز التجارية بنظام الأمان البسیط مثلا معدات مكافحة الحریق، مثل الكبسولات، في بعض الاحیان تسبب إلى وقوع حوادث کبیرة لعدم وجود نظام لمكافحة الحریق في مراكز تجارية التي تم فیه استثمار مئات الملايين من العملة الأفغانیة.

النظام الحضري المبعثر: تم بناء العديد من المناطق في كابول بدون مخطط رئیسي. في بعض الأحيان إذا لاحظت بنية المدينة، فستجد مدينة غير منظمة؛ على سبيل المثال، سترى خبازًا وفندقًا و محلات الاقمشة ومتجرًا للبقالة محطات البنزین، وفي هذه الحالة لا يمكنك توقع عدم حدوث الحریق.

 

 استراتيجيات الوقاية

كلا الطرفين الحکومة والشعب مسؤولون عن منع وقوع حوادث الحريق، ويجب أن يهتموا باهتمام كبير في هذا الصدد، لمنع حدوث الحریق أو نشوب الحريق في المدينة. من الضروري الانتباه إلى ما يلي:

توعیة الجمهور: يعد عدم وجود برامج توعية لمنع وقوع حوادث الحریق أحد العوامل الرئيسية في زيادة حوادث الحريق في أفغانستان. وتقع على عاتق الحكومة مسؤولية تثقيف المواطنين من خلال التثقيف والتوعية بأنه کیف ومتی وأین یستخدم وسائل مكافحة الحریق، وما يجب القيام به أثناء الحريق، وكيفية الاستفادة من أدواتهم الخاصة لإطفاء الحريق.

الاستفادة من التدابير الوقائية: تركيب كبسولات مناسبة لمكافحة الحرایق من: الماء والغاز وما عدا ذلك في أماكن العمل والمراکز التجارية، ووجود نظام لمكافحة الحرائق داخل المراکز التجارية حيث تم استثمار عشرات الملايين.

تطویر إدارة مكافحة الحریق: على الرغم من أن الحكومة الأفغانية لديها منظمة مستقلة لمكافحة الحریق تسمى إدارة مكافحة الحریق، إلا أن عدم تطویرها، ونقص المعدات والموظفين الفنيين في منظمة مكافحة الحریق قد تسبب في انتشار نار صغير وتسبب نيران رهیب، من الضروري للحكومة الأفغانية في هذا الصدد تطویر هذا القطاع لمكافحة الحرایق وزيادة المعدات اللازمة لرجال الإطفاء، من أجل توفير الخدمات الفعالة في الوقت المناسب لمكافحة الحرائق.

الاهتمام لنظام التأمين والتطویر: عدم وجود نظام تأمين في أفغانستان يؤدي إلى أن المستثمرين لا يبدؤون أعمالهم التجارية بعد أن يفقدوا رؤوس أموالهم في مثل هذه الحوادث. بسبب عدم وجود نظام التأمين لا يمكن الحصول على المال لبدء التجارة مرة أخرى. في هذه الحالة، يتعين على الأسواق التجارية الكبيرة أن تكون مؤمنة، وفي حالة وقوع حوادث، من الضروري معالجة مشاكل المستثمرين. ومن الضروري أيضا أن يتم العمل في وقت بناء المباني وفقا للمعايير الدولية، وينبغي أن تصمم الإصلاحات وفقا لجميع المعايير والمتطلبات المطلوبة.

النهاية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *