تعزيز في العلاقات العسكرية الأفغانية الصينية

قام الجنرال “فانك فنك هوي”، قائد الجيش الصيني بزيارة غير معلنة إلى كابول، والتقى مع الرئيس الأفغاني، والرئيس التنفيذي، ومستشار الأمن الوطني.

وجاء في بيان صدره القصر الرئاسي أن الجنرال الصيني وعد الرئيس الأفغاني بدعم مالي قرابة 73 مليون دولار، كما قدم مقترح لمكافحة الإرهاب بمشاركة باكستان، وأفغانستان، والصين وطاجكستان.

وتم الترحيب بهذه الزيارة واسعة في أفغانستان، وتظهر الزيارة أن أهمية أفغانستان بالنسبة للصين تزداد يوما بعد يوم.

ماهو اتجاه العلاقات الأفغانية الصينية بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية؟ ماذا سيكون أثر زيارة قائد الجيش الصيني إلى أفغانستان في المجال العسكري؟ وما هي محاور اللقاءات في هذه الزيارة؟

حكومة الوحدة الوطنية والعلاقات الأفغانية الصينية

مع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ارتفع سقف الزيارة بين أفغانستان والصين على المستوى الرفيع، ومن الناحية الدبلوماسية حدث تقارب كبير بين الطرفين.

في أول زيارة رسمية له، زار أشرف غني الصين، وتعهدت الصين دعما بلغ 329 مليون دولار. وإلى جانب ذلك انخرط الدور الصيني في عملية السلام الأفغانية أيضا. بعد زيارة الرئيس الأفغاني، زار الرئيس التنفيذي، ووزير الداخلية الأفغاني، ووزير الدفاع الأفغاني، ووزير الخارجية الأفغاني الصين. ومن الجانب الصيني قام وزير الخارجية الصيني، ومساعد الرئيس الصيني، وعدد آخر من وزراء الصين، وقائد الجيش الصيني بزيارات إلى أفغانستان.

وبشأن السلام الأفغاني دعت الصين أولا قاري دين محمد عضو المكتب السياسي لطالبان إلى الصين، ثم استضافت جلسة محادثات أورومتشي، وفي محادثات مري كان له دور المراقبة، وفي المحادثات الرباعية زاد دورها أكثر.

ومن الناحية العسكرية والأمنية تحسنت العلاقات الأفغانية الصينية كثيرا، وتم توقيع اتفاقيات عدة في المجال الأمني، تنص على تدريب الصين شرطة الحدود الأفغانية، وأن تبني بوابات أمنية لكابول، وتعهدت أخيرا بدعم بلغ 73 مليون دولار.

زيارة قائد الجيش الصيني إلى كابول

في 29 من فبراير 2016م، زار الجنرال “فانك فنك هوي”، قائد الجيش الصيني أفغانستان، خلال زيارة غير معلنة، والتقى مع مسؤولين أفغان رفيعي المستوى. وفي هذه الزيارة تعهدت الصين بدعم مالي لأفغانستان بلغ 73 مليون دولار، واقترحت أن تكون هناك مكافحة مشتركة للإرهاب من قبل الصين، وباكستان، وأفغانستان، وطاجكستان. وقال الجنرال الصيني إن الصين ستعقد مؤتمرا دوليا لمناقشة مقترح الرئيس الأفغاني حول مكافحة الإرهاب.

وجاءت زيارة رئيس الجيش الصيني إلى أفغانستان، في مرحلة تقتطع خطة الصين ضمن مشروعي “نفس الطريق والحلقة”، و”دهليز الصين وباكستان الاقتصادي”، نحو التنفيذ.

تقع أفغانستان في موقع جيو-الاستراتيجي وجيو-الاقتصادي. تدرك الصين أن قوة المجوعات المسحلة في أفغانستان أو وصولها إلى السلطة تهدد الأمن الصيني أيضا. لأن لدى الصين حدود بطول 90 كليو متر مع ولاية أفغانية كانت مصدر قلق للصين مرات عديدة.

من هنا، أصبحت للأمن الأفغاني أهمية أكبر بالنسبة للصين، لأن أفغانستان تقع في طريق مشاريع “حلقة واحدة، وطريق واحد، والحوزة الاقتصادية للصين وباكستان”، وسوء الأمن في أفغانستان يهدد هذه المشارع ويهدد أمن إقليم “سينكيانك” (أو تركستان الشرقية المحتلة من قبل الصين).

أدركت الصين نفس الأمر، وتريد دعم أفغانستان عسكريا، ومشاركة مشتركة في الإرهاب من قبل ثلاث دول (طاجكستان، وأفغانستان، وباكستان)، وهذه المشاريع من شأنها إحلال الاستقرار الأمني، وتعزيز “سينكيانك”.

الصين وروسيا، لاعبان إقليميان في حرب أشرف غني ضد الإرهاب

حاولت حكومة الوحدة الوطنية منذ الوهلة الأولى، أن تحسّن العلاقات مع دول المنطقة بعد أمريكا والناتو. لذلك حاولت أفغانستان الحصول على اهتمام روسي إلى جانب اهتمام الصين. قام الجنرال عبدالرشيد دوستم النائب الأول للرئيس الأفغاني بزيارة إلى روسيا، وطلب مساعدة عسكرية وفنية في مكافحة الإرهاب. ثم قام أعضاء في البرلمان الأفغاني بزيارة إلى روسيا، وطلب نفس المساعدة. واقترحت الحكومة الأفغانية شراء مروحيات (MI-35)، من روسيا.

تكرر الطلب نفسه أثناء زيارات وزراء الدفاع والداخلية والخارجية الأفغان، والآن أثناء زيارة قائد الجيش الصيني طلب مستشار الأمن الوطني الأفغاني حنيف أتمر، تعزيز القوات الجوية الأفغانية. بناء على مصدر في الرئاسة التنفيذية الأفغانية، طلبت الصين قائمة بضروريات أفغانستان العسكرية أيضا.

يبدو أن حكومة الوحدة الوطنية تريد، بالمساعدات العسكرية، والفنية وبمكافحة مشتركة مع “الإرهاب”، أن تحصل على دعم الدول الجارة إلى جانب قوات التحالف الدولي. أما مدى نجاح كابول في هذه الخطة أمر، يكشف عن حقيقته المستقبل.

النهاية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *