من الجلسة الخامسة للمحادثات الرباعية إلى مقترح السلام مع الحزب الإسلامي
عُقدت الجلسة الخامسة مع المحادثات الرباعية بين أفغانستان وباكستان والصين وأمريكا في إسلام آباد وبعد توقف استمر لثلاثة أشهر. أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية[1] أن الهدف من وراء هذه الجلسة مناقشة كيفية تنفيذ خريطة السلام التي تم وضعها في الجلسات الماضية.
تزامنت هذه الجلسة مع وصول محادثات السلام بين الحكومة والحزب الإسلامي بزعامة حكمتيار إلى مراحلها الأخيرة، وقد تم تسليم المقترح النهائي منها إلى الوفد المفاوض للحزب.
بعد أن امتنعت حركة طالبان عن المشاركة في المحادثات الرباعية، وبدأت عملياتها الخاصة بفصل الربيع، وخاصة بعد الهجوم الذي وقع في كابول، تغيرت خطة سلام حكومة الوحدة الوطنية واعتبر الحكومة أن محاربة طالبان هي الأولولة. ما مدى إمكانية استئناف عملية السلام مع حركة طالبان؟ وإلى ماذا سوف تنتهي محادثات السلام مع الحزب الإسلامي.
وعود باكستانية متكررة
اتفقت المجموعة الرباعية في جلستها الثالثة[2] في 6 من فبراير 2016م، في إسلام آباد أن باكستان أن سوف تحضر حركة طالبان إلى طاولة الحوار إلى نهايةشهر فبراير. ثم وفي الجلسة الرابعة[3] التي عُقدت في كابول تكرر الوعد الباكستاني محددا الأسبوع الأول من شهر مارس لتلك الغاية.
وفي هذه الجلسة أيضا تمت الموافقة على أن كل من الدول الأربعة وخاصة باكستان سوف ترفع خطوات جادة ضد المجموعات التي لا ترغب في محادثات السلام.
قاطعت حركة طالبان هذه العملية بإصدار بيان[4] في 5 من شهر مارس 2016م، ولم تتمكن باكستان من إحضار طالبان إلى طاولة الحوار مع حكومة الوحدة الوطنية. تدعي الحكومة الأفغانية أن باكستان لم تلتزم بتعهداتها، وتؤكد أن على باكستان أن ترفع خطوات ضد المجموعات التي لا ترغب في السلام. من هنا، سادت حالة من انعدام الثقة بين الطرفين. لكن عدما هوجمت مؤسسة أمنية أفغانية معنية بأخذ إجراءات السلامة للمسؤولين الكبار، تدهورت علاقات الطرفين بشكل غير مسبوق خلال عام ونصف.
الجلسة الخامسة من المحادثات الرباعية
منذ شهر وبعد تدهور علاقات كابول مع إسلام آباد، بدأ المسؤولون الباكستانيون يتحدثون عن استئناف المحادثات الرباعية. بعد حادث كابول أكد سرتاج عزيز مستشار الأمن الباكستاني في لقاء مع وزير المهاجرين الأفغاني في إسلام آباد وفي لقاء مع وزير الخارجية الصيني في الصين على ضرورة استمرار عمل مجموعة التعاون الرباعي.
أخيرا وفي 18 من مايو 2016م، تم عقد الجلسة الخامسة للمحادثات الرباعية في إسلام آباد، وشارك فيها عمر زاخيلوال السفير الأفغاني ومندوب الرئيس الأفغاني. كما شارك إعزاز أحمد سكرتير وزير الخارجية الباكستاني وريشارد ولسن مندوب أمريكا ودينك زوون منوب الصين.
انتهت هذه الجلسة مثل أخواتها بدعوة لإحلال السلام في أفغانستان، وأكدت الأطراف المشاركة على دعمها لعملية السلام وعلى ضرورة إيجاد طريق حل للحرب الأفغانية. وفيها تم التنديد بهجوم كابول الذي حدث في 19 من أبريل، وتعهد مندوبو الدول الأربعة باستغلال كل الآليات للوصول إلى السلام في أفغانستان. لم يتطرق بيان الجلسة الأخير إلى تحديد موعد لإجراء محادثات السلام مع طالبان، وسوف تتم الجلسة القادمة بمشورة الأطراف المشاركة[5]. كما ولم تتم أي إشارة إلى كيفية تنفيذ التعهدات الماضية.
مستقبل المحادثات الرباعية
بعد أن فشلت باكستان في إحضار طالبان إلى طاولة الحور وهدث هجوم دامٍ في كابول أعلن الرئيس الأفغاني أنه فقد ثقته بباكستان، وأنه لا يتوقع من باكستان أن تحضر طالبان إلى طاولة الحوار[6].وفي رد لهذه التصريحات قال مستشار الأمن الباكستان إن إحضار طالبان إلى طاولة الحوار بيد باكستان فقط.
من هنا، هدفت بشكل عام الجلسة الخامسة من المحادثات الرباعية إلى بناء ثقة بين الطرفين، لأن علاقات الطرفين تدهورت بعد الجلسة الرابعة.
يبدو مستقبل المحادثات مع طالبان غامضا، لأن المسؤولين الباكستانيين يقولون إن إحضار طالبان إلى طاولة الحوار ليس عملهم فقط، ومن جهة أخرى قاطعت طالبان هذه العملية.
محادثات السلام مع الحزب الإسلامي
بعد أن رفضت حركة طالبان المشاركة في عملية السلام، بدأت محادثات السلام بين الحكومة الأفغانية الحزب الإسلامي بزعامة حكمتيار، وأرسل الحزب وفده المفاوض إلى كابول. بعد شهرين من المحادثات وصلت مسودة السلام إلى مراحلها الأخيرة. لها ثلاثة فصول و25 مادة، وقد تم تسليمها إلى الوفد المفاوض لتقديمه إلى حكمتيار. وقد تم توقيعها من قبل رئيس المجلس الأفغاني الأعلى للسلام مما أنها ليست موافقة نهائية.
إلى جانب ذلك تم نشر ما يقال عنه أن النص المقدم[7] إلى حكمتيار في الإعلام أيضا. ونظر لشروط الحزب الإسلامي[8] هناك غموض في هذا النص وقد تأخذ الموافقة عليها فترة من الزمن.
جاء في المادة الرابعة منها، يؤيد الطرفان على خروج القوات الأجنبية من أفغانستان، لكن بشأن تحديد موعد الخروج وهو من شروط الحزب، لا يوجد أي حديث. كما جاء في المادة الخامسة أن الحكومة الأفغانية وبعد توقيع الاتفاقية “ستقدم على طلب”، بحذف اسم حكمتيار وأعضاء الحزب الإسلامي من القائمة السوداء لدى الأمم المتحدة الدول الأخرى. لكن المسودة لم تتضمن على أي شيء بهذا الشأن، فيما كان توفير الحصانة القضائية لزعيم الحزب وأعضائه من أهم شروط الحزب الإسلامي.
رغم القول إن بعض الجهات تعرقل عملية السلام بين الحزب الإسلامي والحكومة الأفغانية، لكن الموافقة بين الطرفين ستكون لها نتائج إيجابية.
خطة سلام الحكومة الأفغانية
تعول الحكومة الأفغانية في خطة السلام على دول المنطقة وخاصة باكستان. مع أن دور دول المنطقة يكون حيويا في إحلال السلام في أفغانستان، لكن التعويل على الدول الأخرى كما أظهرته التجارب لم تجد نفعا كثيرا.
هذه الخطة من أهم عوامل رفض حركة طالبان المشاركة في محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية رغم محاولات الحكومة. تصر طالبان بأن مكتبها السياسي في قطر هو الجهة الوحيدة لإجراء أي تفاوض، لذلك رفضت المشاركة في محادثات سلام بدأتها باكستان.
بالنظر إلى التجارب الماضية ليس التأكيد على الحرب حلا وليس التعويل على الغير. هناك ضرورة للدخول مع حركة طالبان على خط التفاوض من بوابة مكتب قطر. مع أن بدء محادثات السلام في أجل قريب غير وارد، لكن على الحكومة أن ترفع خطوات لإجراء محادثات السلام مع طالبان عبر مجموعة محايدة.
النهاية
[1]«تنفيذ خطة الطريق، أجندة جلسة إسلام آباد» مزيد من التفاصيل في الربط التالي:
[2]«بيان مشترك للجلسة الثالثة» راجع موقع وزارة الخارجية الأفغانية:
[3]«بين مشترك للجلسة الرابعة» راجع موقع وزارة الخارجية الأفغانية:
[4]النص الكامل لـ«بيان عدم مشاركة مندوبي إمارة أفغانستان الإسلامية» في موقع طالبان:
[5]بيان مشترك للجلسة الخامسة من المحادثات الرباعية:
http://www.mofa.gov.pk/pr-details.php?mm=MzcyNQ,,
[6]نص كلمة الرئيس الأفغاني في البرلمان:
http://president.gov.af/ps/news/76964
[7]«نص مذكرة تفاهم متوقعة بين الحكومة الأفغانية والحزب الإسلامي»:
http://www.bbc.com/pashto/afghanistan/2016/05/160518_ns_afg_peace_agreement
[8]لمعرفة شروط الحزب الإسلامي راجع الرابط التالي:
http://www.dailyshahadat.com/index.php/site/editorial_details/347