ندوة: اتفاقية السلام بين الحكومة الأفغانية والحزب الإسلامي

بعد مفاوضات طويلة، وقع الحزب الإسلامي تحت قيادة قلب الدين حكمتيار اتفاقية السلام مع الحكومة الأفغانية. أحد اهم خصائص هذه الإتفاقية تكمن في كونها حصيلة مفاوضات أفغانية-داخلية.

في مناظرته الأكاديمية الشهرية، التي يناقش فيها أهم موضوع للشهر وأسخنه، ناقش مركز الدراسات الاستراتيجية والإقليمية (CSRS) موضوع اتفاقية الصلح بين الحكومة وقلب الدين حكمتيار في ندوةٍ عُقدت في الثالث من أكتوبر/2016، والتي شارك فيها العديد من الشخصيات الأكاديمية بالإضافة إلى متحدثي الندوة.

افتتح الندوةَ المديرُ العام للمركز الدكتور عبدالباقي أمين، وقال أن اتفاقية الصلح بين الحكومة الأفغانية والحزب الإسلامي تعتبر خطوة إيجابية وأكد أن هناك بعض الجهات والتيارات الأجنبية التي تحاول استغلال الحرب الراهنة في أفغانستان، وأضاف أن إنهاء الحرب بلا شك رغبة جميع الأفغانيين.

وقال الدكتور عبدالباقي أمين أن «ثلاثة عقود من الحرب قد أنهكت الشعب الأفغاني، وعلى الرغم من أن من بدأ هذه الحرب كانوا الأجانب إلا أن الضحايا الأصليين هم الأفغان، لهذا، على الشعب الأفغاني أن يبادر بنفسه لإنهاء الحرب»، وأضاف كذلك أنه على اقتناع تام بأن الحزب الإسلامي فضل العمل السياسي على المواجهة المسلحة وقال كذلك أن هدف الندوة تقديم نصائح بنّاءة للجانبين.

قال أول المتحدثين في الندوة، وحيد مجده، أن الابتعاد عن المواجهة المسلحة مؤشر جيد وأن اشتراك الحزب الإسلامي في عملية السلام سيكون له تأثيراته الواضحة داخل الدولة.

وقال أنه على الرغم من أن الحزب الإسلامي لم يكن له دور مهم في ميدان القتال، إلا أن رئيس الحزب (قلب الدين حكمتيار) لعب دوراً أساسياً في التاريخ السياسي الأفغاني، وقد يؤثر على موقف كثير من الأفغانيين حتى طالبان.

أما عن عيوب الاتفاقية فقد قال أن غموض وعدم وضاحة الفقرة المتعلقة بانسحاب القوات الأجنبية من الدولة في الفصل الرابع من هذه الإتفاقية قد يتسبب في خلق العديد من التساؤلات في المستقبل للطرفين.

وأشار كذلك أن حكمتيار قد يواجه بعض القضايا الجدلية، لذا عليه أن يمثل دور قائدٍ وطني بدلاً من تمثيل دور قائدٍ لإحدى العرقيات.

متحدث أخر في الندوة، محمد زمان مزمل، أكد كذلك على أهمية هذه الاتفاقية بين الدولة والحزب الإسلامي واعتبرها إنجازاً مهماً للحكومة الأفغانية، وأضاف أنه “لا يوجد في الاتفاقية ما هو أهم من عودة حكمتيار”.

وقال كذلك أن على حكمتيار بعد عودته إلى كابل التعامل مع العديد من القضايا مشيراً إلى مخالفة صبغة الله مجددي له كمثال على هذه القضايا، لذا فإن عليه اتخاذ خطواته بحذر.

ناقش المشاركون في الندوة كذلك هذا الموضوع وطرحوا بعض الأسئلة، واتفقت آراؤهم على أن اتفاقية السلام مع الحزب الإسلامي يجب أن تُكلل بالنجاح، وعلى حكمتيار بعد مجيئه إلى كابل تجنب النزاعات العرقية والمذهبية.

النهاية

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *