تحليل الأسبوع الإصدار: 35 (من22 یونیوالی 27 يونيو 2013الميلادي)

 

تحتوي هذه النشرة على تحليلات تقوم بها مركز الدراسات الاستراتيجية والاقليمية لأهم الأحداث الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية في أفغانستان بشكل أسبوعي يستفيد منها المهتمون وصناع القرار.
أفغانستان في الأسبوع الماضي
رفع علم طالبان في قطر بــ إسم أمارة أفغانستان الإسلامية و تشديد العمليات المسحلة للحركة في  كابل وسائر ولايات أفغانستان كانت من الوقائع المهمة في الأسبوع الماضی.
يرى المحللون الأفغانأن فتح مكتب طالبان في قطر كانت لعبة أمريكيةو تحدت أمريكا طالبان حين رأوا ضعف سياساتهاو أرسلت مجموعة من خبرائها للتحاور مع طالبان بعد فتح مكتبهم في قطر تحت الإشراف المباشر للولايات المتحدة.

فتح مكتب طالبان في قطر كانت لعبة أمريكية!

تم فتح مكتب سياسي لحركة طالبانفي العاصمة القطرية الدوحة بعد ضغوط أميركية على أفغانستان ،غير أن فتح المكتب السياسي باسم الإمارة الإسلامية ورفع علمها واجه ردة فعلشديدة من قبل حكومة الأفغانية حيث وبعد مضى يوم أزيل اسم الإمارة الإسلامية من المكتب وتم إنزال العلم.
غادروا طالبان دولة قطر في حالة من الغضب رغم إصرارهم الدائم على الحوار المباشر مع الولايات المتحدة ورفضهم الحوار مع الحكومة الأفغانية والمجلس الأعلى للسلام. لكن هذه المرة لعبت أمريكا لعبة سياسيةلتقليلمكانة طالبان السياسة والإجتماعية فی أعين الناس.
أرسلت أمريكا رسالتها المباشرةإلى حكومة أفغانستان و تحالف الشمال بأن واشنطن تستطيع أن تختار عدو الأمس صديقا لها لإستبدال الحكم في أفغانستان و في جانب أخر سعت أمريكا لتقليل شأن طالبان لدى مؤيديه أيضا.
كان موضوع فتح المكتب السياسي لحركة طالبان على رأس الأحداث في الأسبوع الماضي ولأهمية الموضوع قمنا في مركز الدرسات الإستراتیجية والإقليمية بإستطلاع آراء بعض المحللين والسياسيين حول الموضوع.

وحید مژده عبر عن رأيه في مقابلة مع مركز الدراسات الإستراتيجية و الإقليمة حول فتح المكتب السياسي لحركة طالبان في قطر:
لم تكن امريكا صادقةفي وعدها حين وجهت الدعوة الى طالبان قبل أشهر لفتح مكتب سياسي لهم حتى لقي الأمر بقبول من جانب طالبان .
أحد أسباب فتح مكتب طالبان في قطر كان قضية تبادل الأسرى . أمريكا كانت تريد الافراج عنالجندي الأميركي الأسير لدى طالبان مقابل إطلاق صراحستة من أفراد طالبان من سجن غوانتانامو.طبعا هذه كانت لعبة سياسية أمريكية لتطالب من حركة طالبان نقطةلحساب أمريكا. وفي جانب آخر نرى أن الجانب الإمريكي يملك خبرة طويلة في مجال المفاوضات ولديها خبرائها على عكس حركة طالبان التي لا تملك أشخاصا ذوی خبرة في إجراء المحادثات.

دكتور فضل الهادي وزين خبير شؤون السياسية و استاذ في جامعة سلام يقول حول الموضوع :
فتح المكتب السياسي لحركة طالبان كان من القضايا المطروحة من قبل جميع الأطراف المعنية في قضية أفغانستان ولكن لم يكن على رأس إهتمامات الولايات المتحدةإلى أن فشلت في المواجهةالعسكرية أمام طالبان ولم يبقلديهم إلا هذا الخيار.
قضية رفع علم الحركة و اسم الأمارة الإسلامية ليست مهمةوتعد من الشكليات. بل المهم هوالنظر إلى واقع الأمر في أفغانستان ، وإلى قتل الأبرياء تحت إسم الحرب ضد الإحتلال او ضد الإرهاب. ونقلا من أحد أعضاء مجلس الأعلى للسلام رفع علم و إسم حركة طالبان لم يكن في ضمن إتفاقية طالبان مع إمريكا أما الناطق الرسمي للحركة يصرح على أن رفع العلم وإسم حركة طالبان بأنه كان ضمن الإتفاقية.

المحلل الأفغاني زبير شفيقي يقول: لن تتم محادثات السلام في أفغانستان بوجود تدخل الأطراف الغير أفغانية لأن القوات الخارجية تلعب من أجل مصالحها  وأفغانستان تحتاج إلى أبناءهاليلعبوا دورا إيجابيا لإعادة الأمن والإستقرار إلى البلد.

يرى وحید مژده محلل أفغاني :زعمتحركة طالبان أن نجاحها في المجال العسكري هو النجاح في مجال السياسة أيضا، ومن المحتمل أن تقرر طالبانإغلاق مكتبها.  اما لو قررت الحركةمواصلة العمل السياسي عبر هذا المكتب في قطر بدون العلم و إسم الحركة فهذا موقع الخلاف بين قادة طالبان ، وفي الحقيقة تخسر طالبان في كلا الموضعين .
هل المحادثات مع طالبان ستؤدي الى نتيجة ؟

وحيد مژده : طالب دوبنز من السلطات الأفغانية إرسال وفد لمحادثات السلام الى قطر ولكن طالبان لا تعترف بالسلطات الأفغانية ولا يجلسون معهم على طاولة الحوار. رغم أن طالبان صرحوا بعدم إغلاق مكتبهم من قبل أمريكا وأعلنوا بأن مكتبهم يعتبر كإختيار الأخير للحوار مع أمريكا وفي حالة إغلاق مكتبهم ستواجه أمريكا المعارك الحاسمة وستشهد الصعوبات في الأعوام المقبلة. تحدثت مع بعض قيادات طالبان بعد حوارهم مع أمريكا في قطر،أنهم رفضوا وجود القوات الخارجية في أفغانستان بعد 2014 و يعتقدون تواجد القوات الخارجية في أفغانستان يتنافي مع السلام في المنطقة. وأرى أن المخابرات الأمريكيةتستخدم إسم طالبان وتسعي لبناء رأي عام في أفغانستان يدعم بقاء الأمريكان في المنطقة.

لماذا الحوار والهجمات المسلحة أصبحا ثقافة سياسية ؟
يقول زبیر شفیقی عمت الفكرة ولكن من المؤسف أنها شرسة . أطراف النزاع تريد أن تكسب لنفسها نقطة  ولكن من الطرف الآخر ستؤثر هذه العمليات على تضاؤل فرص عملية السلام وتزايد المسافة بين أطراف النزاع .
وحید مژده يقول إن طالبان أعلنوا أن المحادثات لا تتعارض مع الحرب ضد الإحتلال و عادة تقوم أطراف النزاع  بإظهار القوة و المناوراتالعسكرية لتكسب على أوراق الضغطعلى طاولة الحوار….
دكتور وزین : الضغوط العسكرية جزء من التكتيكات الحربية لإجراء المحادثات بين طرفي النزاع، في الحقيقة نري الفائز والخاسر في ميادين القتال في أفغانستان، علي جميع أطراف النزاع؛ السلطات الأفغانية و الأمريكية و طالبان  أن يجمعوا على مصالح العليا للبلاد ويسعوا لإيجاد مناخ مناسب للحوار.
وحيد مژده يتحدث عن ردة فعل لحزب اسلامي بـقيادة قلب الدين حكمتيار: حكمتيار لم يؤيد موقف طالبان و صرح بأن طالبان هم أخطئوا للجلوس مع أمريكا على طاولة الحوار و كان يجب على طالبان أن يختار موقف الحزب الاسلامي وهو جلوس على للمحادثاتبشرط الإعلان عن موعد نهائي لخروج القوات الأجنبية من أفغانستان. وهو يخاطب طالبان ويقول : أنتم الآن لابد أن تستمروا الى نهاية الخط وسترون نتيجة المحادثات الخفية، هناك أمل لدى المحللين الأفغانبعد الإتصال الأخيربينالرئيس الأفغاني حامد كرزاي والرئيس الأميركي باراك اوباما حول بدأ محادثات السلام في أفغانستان من جديد و إيجاد مناخ للتفاهم والحوار بين الأطراف الأفغانية.
ويرى المحللون أن على طالبان أن يوافقوا للجلوس مع السلطات الأفغانية و مجلس الأعلى للسلام ، و يفهموا سياسات أمريكا حول ما حصل في قطر و لابد أن يستعدوا للجلوس مع  السلطات الأفغانية .

يجب أن يحمل مسؤولية السلام فريق الوسيط

دکتور عبدالباقی امین، رئیس مرکز الدراسات الإستراتيجية والإقليمية:
أرى فتح مكتب طالبان من الخطوات المهمة للحوار مع قيادات طالبان، حيث لم نشهد خلال السنوات الماضية أي تطور في علمية السلام في أفغانستان اثر عدم تواجد مقر لطالبان لإجراء مفاوضات معهم.
قبل فتح المكتب السياسي لطالبان لم يكن هناك ضمانات للحوار مع طالبان ولم يكن هناك اشخاص محددون يمثلون حركة طالبان.الخلافات المتعلقةبعلم الحركة و إسمها تعد من القضايا البسيطة ولا يجب أن تكون حاجزا لإجراء محادثات السلام ، وأرى هناك أفراد من أعضاء مجلس السلام ، يسعون لإيجاد الحرب و الفوضى في البلاد للاستفادة الشخصية،
ويجب أن يحمل مسؤولية السلام فريق وسيط لإجراء عملية السلام ويتكون الفريق الوسيط من أشخاص مؤهلة و أساتذة الجامعات و أكاديميين من خارج الحكومة و المجلس الأعلى للسلام ، حتى يرجحوا مصالح البلاد والوطن و أرى أن هذا الفريق الوسيط يتكون من خمسة عشر شخصا واقترح أن يكون هذا الفريق من قيادات الجمعية الأفغانية للاصلاح والتنمية ليحملو المسؤولية تجاه الأهل و البلد.

Center for Strategic & Regional Studies
csrskabul@Gmail.com

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *