نظرة على وضع الأطفال في أفغانستان

 

أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) تقريرا جديدا عن حالة الأطفال في أفغانستان الأسبوع الماضي. حسب التقرير، يحتاج 3.8 مليون طفل أفغاني إلى مساعدة، ويحتاج أكثر 570 ألف منهم إلى مساعدات عاجلة.

ويقول التقرير إن معظم الأطفال المحتاجين إلى مساعدات عاجلة هم من المشردين داخلياً الذين نزحوا من مناطقهم بسبب استمرار الحرب وانعدام الأمن والكوارث الطبيعية والفقر. طلبت اليونيسف من المجتمع الدولي المساهمة بمبلغ 50 مليون دولار لمساعدة الأطفال الأفغان المعرضين للخطر.

الحرب المستمرة، وتدهور الوضع السياسي والاقتصادي في ​​أفغانستان، أدى إلى وضع مؤسف للأطفال في البلاد. نناقش في هذا التحليل، الأضرار التي لحقت بالأطفال في البلد بسبب الحرب الدامية، وحرمان الأطفال من التعليم، وغيرها من أشكال العنف ضد الأطفال التي أدت إلى تفاقم هذه الأزمة.

 

الحرب والأطفال الأفغان

تمثل الحرب المستمرة في أفغانستان أحد التحديات الرئيسية التي تواجه الأطفال الأفغان. ترتكب الأطراف المشاركة في الحرب الأفغانية جرائم فظيعة ضد الأطفال الأفغان، وهذا الوضع لا يزال مستمر دون محاكمة مرتكبيها.

وفقاً لتقرير اليونيسف السنوي في عام 2018، كان الآلاف من الأطفال الصغار في جميع أنحاء العالم ضحايا للحروب وسفك الدماء مباشرة. حسب تقرير اليونيسف، تعتبر أفغانستان والعراق واليمن من أسوأ البلدان بالنسبة للأطفال. حوالي 5000 طفل أفغاني قتلوا أو جرحوا في الأشهر التسعة الأولى من عام 2018 في أفغانستان. كما قالت هيومن رايتس ووتش في تقريرها السنوي أنه في عام 2018، قتل وجرح أكثر من 10 ألف مدني في أفغانستان، وثلثهم من الأطفال.

إن وجود الأطفال في صفوف الأطراف المشاركة في الحرب، واستخدامهم للحرب وحتى الاستغلال الجنسي للأطفال، هو مصدر قلق آخر لحياة الأطفال الأفغان. إن منظمات حقوق الإنسان قد أعربت مرارا عن قلقها إزاء التقارير التي تنشر حيال وضع الأطفال الأفغان السيء وأكدت في تقاريرهم أن الأطفال موجودون في صفوف جماعات المعارضة المسلحة والشرطة المحلية، وحتى يتم استخدامهم في هجمات انتحارية.

بشكل عام، مع أن بعد عام 2001، وإيجاد النظام الجديد في البلاد، مؤسسات مختلفة محلية ودولية تعمل في مجال حماية حقوق الإنسان وخاصة الأطفال في أفغانستان وإنفاق الملايين من الدولارات، ولكن الأطفال لا يزال بطريقة أو بأخرى ضحايا الحرب الجارية ويعانون من حالتهم المؤسفة.

 

الحرمان من التعليم

يعد التعليم ركناً أساسياً لتنمية مجتمع ويتطلب المزيد من الاهتمام من جانب حكومات. وفقا للقواعد الدولية والدستور الأفغاني، الحكومة الأفغانية مسؤولة عن توفير فرص متكافئة للمواطنين في الحصول على التعليم.

تحسين وضع التعليم كانت واحدة من شعارات الحكومة الأفغانية والمجتمع الدولي في السنوات الـ18 الماضية. ولكن بعد هذه المدة الطويلة وإنفاق المليارات من الدولارات، لا تزال مشكلات وتحديات تهدد هذا المجال ويحرم الملايين من الأطفال الأفغان من الذهاب إلى المدرسة.

وفقاً لوزارة التعليم الأفغانية، فإن 3.7 مليون طفل أفغاني محرومون من التعليم حاليا. ويظهر بحث مشترك من اليونيسف ووزارة التعليم الأفغانية نُشر في الربع الأول من عام 1397 الهجري الشمشي، أن 44٪ من الأطفال المؤهلين (3.7 مليون) محرومون من الوصول إلى المدارس في جميع أنحاء البلاد. ومن بين العوامل المذكورة في التقرير، انعدام الأمن وانعدام المرافق المدرسية والتشرد والزواج دون السن القانونية.

فإن الحرمان من التعليم يعتبر من المشكلات المهمة للأطفال في أفغانستان. يتم استبعاد عدد كبير من الأطفال من التعليم بسبب الحرب الجارية، وتشريد أسرهم، والفقر وغيرها من المشكلات.

 

العنف ضد الأطفال الأفغان

الأطفال في أفغانستان هم من الفئات الأكثر ضعفاً وتضررا في البلاد. يعد العنف ضد الأطفال في البلد من أخطر وأوسع التحديات في حياة الأطفال. لا يقتصر تعنيف الأطفال على الاعتداء الجسدي فحسب، فإنهم يعانون أيضًا من العنف النفسي.

أسرة هي أول مركز تعليمي وتربوي، فعدم الاهتمام بتعليم الأطفال من قبل والديهم، والكذب على الأطفال، ومشاهدة مسلسلات غير مناسبة، وتميز الأطفال بعضهم بعضاً بحضورهم، وإجبارهم على القيام بالأشغال الشاقة، وعدم الإجابة على أسئلتهم، والزواج المبكر، وغيرها من أنواع العنف موجودة في المجتمع الأفغاني. فهذه الأنواع المختلفة من العنف ضد الأطفال هي العوامل التي لها تأثير مباشر على نمو الطفل البدني والشخصي وتغير اتجاه حياتهم.

أنواع أخرى من العنف ضد الأطفال هي العنف الأمني والوطني. وهذا النوع من العنف، هو أكثر عنفاً بعدة مرات من أنواع العنف السابقة الأسري والذي يشمل جميع الحوادث الأمنية والغارات الجوية والكوارث الطبيعية بما في ذلك التلوث وحوادث المرور وغيرها من الحوادث التي تؤدي إلى خطف واغتصاب وقتل الأطفال والحرمان من التعليم والاستغلال الجنسي والهجرة غير القانونية وإدمان المخدرات.

فإن الهدف من ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الطفل التي تمت الموافقة عليه في عام 1989 إجبار الدول على حماية حقوق الأطفال. وقعت أفغانستان على هذا الميثاق في عام 1994 وهي ملزمة بالتصرف وفقا له. ومع ذلك واستناداً إلى تقارير منظمات حماية الأطفال، فشلت الحكومة الأفغانية والمنظمات ذات الصلة في تأمين حقوق الأطفال وتضيع المساعدات في هذا المجال بسبب الفساد الإداري.

النهاية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *