التعليم عن بعد في أفغانستان؛ التحديات والحلول

ورقة السياسات

PDF

اعداد: لجنة مخصصه بإشراف: عائشة محمدي

تدقيق: محمد مدثر إسلامي و د. انوار الله لودین

مفاهيم ومصطلحات:

التعليم التقليدي:

هو التعليم وجها لوجه ( أی حضورياً) في الفصول الدراسية بين المعلم والطالب.[1] في هذه الطريقة تُنظم البرامج التعليمية من قِبل المعلم ويقدمها المعلم بشكل شفهي إلقائي، وفي حال وجود التسهيلات والرغبة والقدرة لدى المعلم فإنه يستخدم وسائل وطرق عديدة أخرى في التدريس. العنصر النشط والمنخرط في العملية التعليمية في ظل هذه الطريقة لا يقدرعلى إبداء رأيه تجاه نمط المعلومات التي يتلقاها والتقنيات التعليمية التي تُستخدم معه ، ولكي يحصل على المعلومات فإنه ملزم بالتقيد بضوابط النظام , وهذا في حد ذاته هو سبب فقدان النضج الفكري وعدم اكتمال سلسلة حلقات إنتاج المعلومات في النظام.[2]

الطرق التعليمية التقليدية هي الطرق المستخدمة في أكثر مدارس العالم منذ بدايات التعليم على مر التاريخ، ومازالت تُعد هذه الطرق هي الأشهر في المراكز التعليمية. و من أهم هذه الطرق : طريقة الحفظ والتكرار، والخطابة، والعرض، ولعب الأدوار، الرحلات العلمية، والمناقشات الجماعية والاختبارات المختبرية.

مزايا الطرق التعليمية التقليدية:

للطرق التعليمية المتداولة مزايا، من أهمها:

  • إحداث علاقة وُدية بين المعلم والطالب
  • استحضار الأنظمة والقواعد
  • يُسر هذه الطرق تحت كافة الظروف
  • انضمام عدد كبير من الطلبة تحت سقف فصل واحد
  • قابلية استثارة التفكير الإبداعي
  • إتاحة الفرصة للطلاب للمناقشة وإبداء الرأي بشكل أوسع
  • استخدام الوسائل والأشياء الواقعية
  • تعزيز مهارات الإدارة والقيادة لدى الأفراد
  • ترغيب الطلبة في القراءة والبحث

التعليم الإلكتروني:

للتعليم الإلكتروني مسميات عديدة مثل: التعليم عبر الإنترنت، والتعلم عبر الإنترنت، والتعليم الرقمي عن بُعد، وغير ذلك. التعريف الذي اختارته إدارة اليونسكو للتعليم الإلكتروني هو: نظام يتم فيه كل أو جل التعليم من قِبل أفراد منفصلين زمانيا ومكانيا عن الطلبة، حيث يتم معظم التواصل بين المعلم والطالب عبر وسائل مطبوعة أو إلكترونية.[3] أكبر ميزة للتعليم الإلكتروني هي قدرة المتعلمين على المضي في مسيرتهم التعليمية مع تخطي أي تحديات زمنية ومكانية تعترض تعلمهم.

في أنظمة التعليم الالکترونية يتم عرض وفرز المعلومات بطريقة هادفة ومنظمة، حيث يتم إعداد المعلومات باستخدام وسائل عديدة وتقنيات مختلفة ثم يتم ترتيبها على درجات ومراحل حسب مستويات المتعلمين وتوضع في قوالب خاصة حتى يتلقاها الطلبة. تحديث المعلومات يرفع إلى حد كبير مستوى الإنتاج المعلوماتي لدى المتعلمين وبقية عناصر الأنظمة التعليمية. هذه الأنظمة تُعد في حالة جيدة من حيث ثرائها ومواكبتها لمقتضيات العصر، حيث إن المعلومات القديمة والمتهالكة يتم استبعادها من سلسلة نشر المعلومات ويتم استبدال معلومات حديثة بها. واقع هذه الأنظمة يحكي أنها مع اهتمامها بالكمية تهتم أكثر بالجودة، بخلاف حال أنظمة التعليم التقليدية.

وكنتيجة لما سبق يمكننا القول بأن الطالب الذي تلقى تعليمه في نظام تعليمي تقليدي يكون مفتقدا للتفكير الإبداعي والقدرة على إدارة المعلومات وإنتاج العلم، ويكون مكتسبا لثقافة كلاسيكية ويقدر على أداء ما يُناط به من أعمال اعتيادية في أي نظام إداري أو صناعي، ويُعد هذا مناسبا للمجتمعات الصناعية. إلا أن النظام التعليمي الإلكتروني يكون ذا أهمية وقيمة كبرى في المجتمعات المحتاجة إلى تصميم أنظمة المعلومات والتي تكون قائمة على التفكير الإبداعي وإدارة المعلومات وإنتاج العلم.[4]

وجدير بالذكر أن النظام التعليمي الإلكتروني لا يهدف فقط إلى تبديل المحتوى العلمي إلى محتوى حاسوبي، وإنما يهدف إلى إجراء العملية التعليمية المتخصصة بطرق حديثة تمتاز بعدة سمات منها: المرونة إلى حد كبير، والتمحور حول الطالب وعدم الانغلاق داخل أطر مكانية وزمانية محدودة وغيرها. كما أن التعليم الإلكتروني يزيد من القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات لدى المتعلمين وتُستخدم لذلك سبل فريدة مشتملة على الصوت والصورة والاختبارات القصيرة والتعامل مع المعلومات وغير ذلك من الوسائل المُرسخة للمعلومات، كما أن الطالب بإمكانه أن يرجع إلى المحتوى التعليمي في حال مر عليه جزء منه دون أن يفهمه.[5]

مزايا التعليم الإلكتروني

  • عدم وجود حدود مُضيِّقة زمانية ومكانية.
  • الوصول إلى مصادر ذات محتوى غير محدود.
  • قلة التكلفة في العملية التعليمية.
  • إدارة الوقت بشكل أفضل.
  • امکانیة تحديث المعلومات.
  • اتسام هذه الطريقة بالمرونة.

كما أن التعليم الافتراضي يُمكّننا من وضع المفاهيم الحديثة في قوالب فريدة كالألعاب والأنشطة الترويحية.

أقسام التعليم الإلكتروني: فيما يتعلق بمساحة التعليم الإلكتروني والبيئات التي يُستخدم فيها هذا النوع من التعليم، وآلاته وطرق عرضه نلاحظ أن مساحته واسعة ويمكن تقسيم أنواعه حسب نوع الاستفادة منها والإمكانيات المتاحة إلى التالي: 1- التعليم عبر صفحات الشبكة العنكبوتية. 2- التعليم القائم على جهاز الحاسوب. 3- التعليم المنشور عبر الأجهزة المحمولة والأجهزة اللوحية مثل الحواسيب المحمولة والحاسوب اللوحي. 4- التعليم عبر الهواتف الذكية.

كما يمكننا أن نقسم أنواع التعليم الافتراضي إلى ثلاثة أنواع: 1- التعلم الشخصي. 2- التعلم الجماعي. 3-الفصول الالکترونية.[6]

الفرق بين التعليم عن بُعد والتعليم في القاعات الدراسية :

نظام التعليم عن بُعد يتمركز على الطالب بخلاف النظام التعليمي التقليدي المتمركز على المدرس. في النظام التعليمي الإلكتروني يكون الطلاب في صلب الأنشطة التعليمية ويتم الاهتمام بجداراتهم وطاقاتهم الكامنة. من ضمن القواعد التي يقوم عليها هذا النظام، قاعدتان: قاعدة التركيز على اكتساب المهارات، وقاعدة نشاط المتعلم، اللتان لهما دور قوي في تحقيق أهداف  النظام التعليمي ويُميزان التعليم الإلكتروني عن التعليم التقليدي.[7] المحتوى الذي يُقدم في المراكز التعليمية الالکترونية [8] ليس محتوى افتراضي وإنما هو المحتوى الحقيقي الذي يُقدم في الجامعات من قِبل المدرسين، بفارق أنه يُقدم في الجامعة الالکترونية بوسائل خاصة تُتيح التواصل بين الطالب والمدرس عبر جسور إلكترونية وهذه الجسور هي صفحات الشبكة العنكبوتية أو صفحات المعلومات الرقمية.[9]

يرى بعض الباحثين أن إقبال دول العالم الثالث على التعليم عن بُعد إنما هو مدفوع بكون هذه الطريقة موفرة اقتصاديا. من المزايا الأخرى التي تتميز بها أنظمة التعليم عن بُعد مقارنةً بالنظام التعليمي التقليدي: إتاحة التعلم في المناطق البعيدة نسبياً داخل البلد، وزوال العقبات المعترضة كبعد المسافة وحمل المستلزمات وتوفير البيئة التعليمية، وحفظ الأنظمة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية المتعارف عليها لدى المواطنين، واتسام مراكز التعليم عن بعد بالمرونة أكثر من مراكز التعليم التقليدية.[10]

تحديات التعليم عن بُعد في أفغانستان

أفغانستان من ضمن الدول التي ارتفع بها مؤشر التضرر من الأزمات العالمية وعلى رأسها وباء كورونا. منذ ما يقرب نصف قرن إلى يومنا هذا , وقبل أن يوجد وباء كورونا , تسببت إستمرار الاضطرابات السياسية والحروب المُفتعلة في تخلف النظام التعليمي التقليدي في أفغانستان مقارنة بالدول المجاورة لها. و في الفترة الحالية هناك الكثير من القرى والأرياف التي تفتقد مدارسها الفصول الدراسية المناسبة كما أن معظم الطلبة في المناطق النائية لا يملكون كتب المنهج المقرر ليدرسوا منها ، فضلا عن أن عدم تنفيذ وزارة التعليم شعاراتها غير الواقعية مثل: “سننقل المدرسة والتعليم إلى بيوتكم”[11].

لقد ألقت الحروب والاضطرابات الأمنية بظلالها على التعليم العام  و على الدراسة الجامعية في البلد وحالت دون تطور كل منهما وتقدمه إلى المستوى المنشود. إن جائحة كورونا كذلك أثرت على نظام التعليم في البلد وأُغلقت أبواب جميع المدارس والمراكز التعليمية لعدة أشهر.[12] مع انتشار فيروس كورونا أُغلقت أبواب 18 ألف مدرسة قبل بدء السنة التعليمية 1399هـ شـ (الموافق 2020م) مما جعل عدد 9 ملايين طالب يبقون في بيوتهم، كما أُغلقت أبواب 191 جامعة حكومية وأهلية يدرس بها 388,191 طالباً . ولذا قررت مراكز التعليم والجامعات في البلد أن تقدم خدماتها التعليمية عن بُعد حتى لا يتخلف طلاب المدارس العامة والجامعات عن تعليمهم ودراستهم.[13]

مع انتشار فيروس كورونا قامت العديد من الدول المتقدمة بوضع نظام التعليم الإلكتروني مكان نظام التعليم المتداول وقد قدمت مؤسسات التعليم الأفغانية طروحات مشابهة لها إلى مكتب رئيس الجمهورية، إلا أن المقترح لاقى اعتراضا من بعض نواب البرلمان والمدرسين وخبراء التربية والتعليم وعدّوه مقترحا ناقصا وغير عملي. و قال بعض نواب البرلمان إن وزارة المعارف قدمت مقترحا إلى مكتب رئيس الجمهورية دون إدراك لوضع المجتمع ودون استشارةٍ لنواب المجلس. فيرى بعض النواب  أن هذا المقترح غير قابل للاستفادة في أفغانستان وذلك لأن معظم الشعب لا يتمتع بخدمة الكهرباء والإنترنت والتلفاز. و يرى عدد آخر من نواب البرلمان أن هذا المقترح – بالنظر في حالة البلد الاقتصادية وقلة الإمكانيات المتوفرة لدى الطلاب – غير قابل للتعميم  و التنفيذ في جميع أنحاء البلد، إلا أنه مفيد للفئات التي لديها خدمة الكهرباء والحاسوب والأنترنيت.

يرى خبراء التربية والتعليم في البلد أن هذا المقترح ينتهك حقوق التلاميذ التابعين للمناطق التي لا يوجد بها خدمة الكهرباء ويقولون: إذا اعتمدت وزارة المعارف هذا المقترح واختبرت التلاميذ على أساسه فإن النظام التعليمي سيواجه تحديات كبيرة.[14] تم عرض مقترح التعليم الإلكتروني عن بُعد على رئيس الجمهورية كبديل عن التعليم التقليدي بالاستعانة بنظام HELMS [15] وقد لاقى الطرح ترحيبه وتم اعتماده من قِبل مجلس الوزراء كمصدر دراسي داعم.[16] ورد في المقترح أن وزارة المعارف ستقدم خدماتها التعليمية من خلال التلفاز الحكومي في العاصمة والمحافظات ومن خلال عدد من قنوات التلفيزيونية الخاصة وذلك ضمن ثلاث طرق هي: التعلم الذاتي، والتعليم عن بُعد، وتعليم التجمعات الصغيرة مع رعاية قواعد السلامة المعتمدة لدى وزارة الصحة العامة.[17]

وقد أيد رئيس الجمهورية مقترح وزارة التعليم قائلا: “لا يمكننا أن نبقى في حالة انتظار؛ وذلك لأننا دون شك بحاجة إلى أن نخطو في اتجاه التعليم الإلكتروني وتقديم الخدمات الإلكترونية والحوكمة الإلكترونية كما يجب علينا أن نستخدم الوسائل التعليمية الحديثة”[18].

نظام إدارة التعليم الجامعي المذكور آنفا يُعد أحد أهم النظم التعليمية في العالم , حيث تُستخدم فيه تقنية المصادر المفتوحة , ويستخدم هذا النظام أكثر من 90 مليون طالب في العالم ويتم استخدام هذا النظام للدراسة في الجامعات المفتوحة من قِبل أشهر الجامعات على مستوى العالم. إلا أن أسباب عدم كفاءة هذا النظام في أفغانستان وعدم جدواه على النحو المنشود لا ترجع إلى أعطال به فقط , وإنما هناك عوامل أخرى سنذكرها لاحقا ومن أهمها الفقر.

تم تصميم نظام HELMS للدراسة الإلکترونية على شكل يسهل استخدامه ولا يحتاج إلا لمعرفة بدائية بالتكنولوجيا، ويشمل 170 مؤسسة تعليمية في البلد.[19]  من الجدير بالذكر أن 38 جامعة حكومية و 11 جامعة أهلية بمجموع عدد طلابها البالغ 147589 طالب وطالبة , قد تم تسجيلهم في نظام إدارة التعليم الجامعي HELMS ومازالت العملية جارية.[20]

مع صرف مبالغ كبيرة من قِبل الحكومة علی HELMS للدراسة الإلکترونیة إلا أنه مع الأسف لم يتم تقديم نظام تعليمي لتلاميذ المدارس والجامعات في أفغانستان بحيث يكون مطابقا للمعايير المعتمدة دوليا. يستخدم بعض طلبة المدارس العامة و الجامعيين تطبيقات مثل Google Class Room و شبكة التواصل الاجتماعية “واتساب” في حين يستخدم البعض الآخر تطبيقات أخرى، ولا تخلو أي من هذه الوسائل من مشاكل. في هذا الصدد قامت بعض الجامعات الأهلية في كابل بتقديم و ابتكار حلول من عندها. على سبيل المثال استطاعت جامعة سلام الأهلية من خلال كوادرها خلال فترة وجيزة على إنشاء نظام دراسی إلكتروني جديد يُسمى بـ SLMS [21]وقدمته للطلاب , ولوحظ أن تأثيره فاق نظام وزارة التعليم العالي وقد تمكنت الجامعة المذكورة من خلاله تقديم كل المقررات الدراسية للطلاب فی الفترة المتفق عليها مع وزارة ال العالی [22].

بسبب وباء كورونا والحجر الصحي المستمر لعدة شهور احتاجت أفغانستان بشكل مفاجئ إلى نظام التعليم الإلكتروني التي لم تعهدها المراكز التعليمية , ولم يعهدها الطالب الأفغاني من قبل. بالنظر إلى مشاكل نظام التعليم عن بُعد في أفغانستان مثل عدم توفر التيار الكهربائي وعدم التنسيق بين شركة الكهرباء الأفغاني – برشنا – و مؤسسات تعليمية، وعدم توفر خدمة الإنترنت بالسرعة والتغطية المطلوبة، وقلة الأجهزة والأدوات مثل الحواسيب والهواتف الذكية، والفقر وتدني الحالة الاقتصادية , فإن النظام التعليمي الإلكتروني المقترح لم يفز إلی مرحلة النجاج.

في هذا الصدد، وبالنظر إلى التحديات المذكورة قدمت وزارة التعليم الأفغانية أطروحتها للتعليم الإلكتروني على ثلاث مستويات: الأول: تدريس المواد التعلیمية من خلال التلفاز وشبكة الإنترنت، الثاني: تقديم الدروس الجامعية من خلال الإذاعات أو التعليم الذاتي، الثالث: التدريس في تجمعات صغيرة مع التقيد بتعليمات وزارة الصحة حيال السلامة، في المناطق التي لا تتوفر فيها إمكانيات الطريقة الأولى والثانية.[23]

قدمت وزارة التعليم العالي ووزارة التعليم الأطروحة البديلة كحل تعليمي يستفاد منها في فترة الحجر الصحي، إلا أن التحديات التي سبق ذكرها زادت من مشاكل النظام التعليمي. لقد قامت وزراة التعليم الجامعي بتقديم نظام التعليم الإلكتروني لأول مرة في أفغانستان تحت مسمى AfghanX وذلك من خلال دورات التعليم المتلقاة عبر الإنترنت والمسماة بـ Open Online Courses Massive إلا أن البرنامج لم يكن له أي نتائج ملموسة.

في الوقت الحاضر مع استحضار تيار العولمة الذي من أهدافه انتشار التقنية بين المجتمعات، نجد أن التعليم الإلكتروني يزحف من المجتمعات المتطورة نحو المجتمعات النامية، کما صار محل اهتمام المؤسسات التعليمية في افغانستان في الفترة الأخيرة. مما يبدو غير مبرر في هذا السياق إصرار وزارة التعليم العالي على التزام كافة الجامعات الحكومية والأهلية بنظام HELMS التعليمي. ترى وزارة التعليم العالي أن النظام المذكور – الذي تم إعداده من قِبل الوزارة نفسها ويُباع بتكلفة عالية – هو النظام المعترف بها وأن بقية الأنظمة الإلكترونية غير مُعترف بها حکومياً.

المناقشات حيال سعر النظام الإلكتروني المذكور وكيفية استخدامه أحدثت جدلا ومشاكل عديدة بين اتحاد الجامعات الأهلية ووزارة التعليم العالي، ولذلك لم تقبل هذه الجامعات بشراء نظام HELMS من وزارة التعليم العالي حتى نهاية شهر يوليو إلا 11 جامعة أهلية و قد بدؤا بتنفيذه. في حين أن النظام المذكور به عيوب ولم يخض تجربة مكتملة ناجحة حتى الآن.

ما دامت قوانين البلد تسمح بتأسيس ونشاط المؤسسات التعليمية الأهلية فينبغي ترك باب تطوير أساليب التدريس مفتوحا للمؤسسات التعليمية، حتى يتم إيجاد أنظمة تعليم ذات كفاءة من خلال اجتهاد كوادر الجامعات نفسها وتنافسها بشكل حر. المُعدّون لأطروحة استخدام النظام التعليمي الإلكتروني لم يقدروا حتى الآن سد ثغرة توقف المدارس والجامعات عن التدريس. لذا من الأفضل أن يُسمح للقطاع الخاص بأن يكون مساعدا للحكومة في هذا الشأن الوطني الهام , مع لعب كل من وزارة المعارف ووزارة التعليم الجامعي العالي دور الإشراف والدعم للمؤسسات التعليمية.

العوائق الأساسية التي تعترض طريق التعليم الإلكتروني في أفغانستان

يمكن تلخيص الأسباب الرئيسة التي حالت دون تطوير نظام التعليم الإلكتروني في أفغانستان في النقاط التالية:

  1. أكبر تحدٍّ في مجال التعليم الإلكتروني عدم وجود البنية التحتية التي تغطي كل البلد وتشمل الطاقة الكهربائية والإنترنت بالسرعة العالية. في الفترة الحالية بمجرد خروج الشخص من المدن الكبرى لن يرى أثرا للكهرباء وخدمة الإنترنت، كما أن المدن نفسها لا تتوفر بها هذه الخدمات بشكل مستمر ومطابق للمعايير.
  2. السبب الرئيس الثاني هو تدني الحالة الاقتصادية لدى المواطنين وعدم قدرة كافة الطلبة على استخدام الإنترنت والوسائل الإلكترونية. مما فاقم هذه المشكلة فقدان المهارات اللازمة بين الشباب لاستخدام الإنترنت والحواسيب، ولا شك أن إغفال تعليم مادة الحاسوب خلال فترة الدراسة المدرسية ضاعف من حدة المشكلة.
  3. ضعف شبكات الإنترنت وارتفاع تكلفة خدمة الإنترنت المقدمة من شركات الاتصال، مما أثر على حجم وجودة المحتوى التعليمي الإلكتروني. تم تصميم أكثر أنظمة الاتصال في البلد على أساس تقنية 2G ومازالت تقنية 3G قيد الاختبار، في حين أن دول العالم المتقدم قد تخطت خدمة 4G وهي حاليا تختبر خدمة 5G.
  4. من الأسباب الجديرة بالذكر كذلك عدم تبني وزارة التعليم الجامعي العالي للدور الداعم للمؤسسات التعليمية الجامعية. فبدل أن تدعم وزارة التعليم العالي الجامعات الأهلية في مجال تقديم وتطبيق أنظمة التعليم الإلكتروني فإن الوزارة سعت إلى جمع النقود عبر بيع تطبيقها الإلكتروني مما تسبب فی خفض ثقة هذه الوزارة عند مؤسسات التعليم العالی في البلد. من الأسف هذه الوزارة لا تُشجع ولا تثمن ابتكارات القطاع الخاص ومبادراته الحسنة.
  5. عدم ثقة الطلبة وأسرهم في التعليم الإلكتروني بسبب عدم إدراك مزاياه.
  6. المشكلة الأساسية الأخرى هي عدم توفر مكتبة إلكترونية توجد بها المصادر اللازمة وخاصة المواد الصوتية والمرئية حتى يستخدمها الطلاب والمدرسون.
  7. كذلك من التحديات الكبرى عدم وضع الحكومة لخطة إستراتيجية منظمة تهدف إلى تطوير النظام التعليمي الإلكتروني في البلد.
  8. مما كان له تأثير سلبي كذلك، عدم وجود أساس قانوني لأنظمة التعليم الإلكتروني وعدم دعم الحكومة لهذا النمط لهذا النمط من التعليم.

النتائج

البحث في قضية نظام التعليم عن بُعد في أفغانستان يدلنا على أن تبني هذا النظام في فترة شيوع جائحة كورونا ليس خطوة مؤثرة بسبب عدم وجود إستراتيجة تنظم آلية تقديم المحتوى التعليمي وعدم وجود البنية التحتية للتكنولوجيا اللازمة، وكذلك بسبب عدم استعداد المؤسسات التعليمية ذهنيا وعمليا – وتحديدا المدرسون والطلبة – لهذا النمط من أنماط التعليم.

لقد وفر وباء كورونا فرصة جيدة لكي تختبر أفغانستان كفاءتها في مجال التعليم عن بُعد. لقد فقد ساعدنا هذا الاختبار على كشف نقاط الضعف ومكامن القصور في مجال التعليم الإلكتروني بشكل أفضل. لذا من الضروري أن تُدرس هذه التجربة التي مرت بها البلد في فترة الحجر الصحي حتى يُستعان بها في التخطيط للفترات المُقبلة.

في حين أن مؤسسات الرعاية الصحية العالمية تُحذر من احتمال تكرار موجات من انتشار وباء كورونا في فصل الشتاء فإن على وزارة التعليم العالي والمؤسسات التعليمية الجامعية والمدرسية أن يكونوا على أهبة الاستعداد. سواء اشتد انتشار وباء كورونا أم لم يشتد فإن التعلم عن بُعد ضرورة لا يمكن إنكارها في هذا العصر وله مزاياه. ينبغي أن تتبنى أفغانستان بحكم كونها عضوا في المجتمع الدولي إستراتيجية واضحة مستمرة ومقسمة إلى مراحل لتطوير نظام التعليم الإلكتروني بجانب نظام التعليم التقليدي. و لا ننسى هنا أن نُذكر بأن تطوير نظام التعليم الإلكتروني لا يعني أبدا هجر نظام التعليم التقليدي، وإنما يُعد النظام التعليمي الإلكتروني مُكملا له ورافدا من روافده. وعنصرا مساعدا عند الضرورة والحاجة إليه.

بعد النظر الدقيق في قضية التعليم الإلكتروني والاطلاع على تجارب دول العالم الثالث في هذا الصدد فإن مركز الدراسات الإستراتيجية والإقليمية يقدم المقترحات التالية لأجل تصحيح وتطوير سياسات التعليم عن بُعد، كما يُبدي المركز استعداده لأي مساعدة في هذا المجال.

مقترحات إستراتیجیة:

  1. العمل على تقوية الثقة في أنظمة التعليم الإلكتروني بين الطلاب الشباب والأسر و أولياء الأمور وحتى المدرسين والمؤسسات التعليمية، والعمل كذلك على رفع كفاءة الطلاب ونشر الوعي حيال التعليم الإلكتروني وقبول الواقع الذي يُثبت أن التعلم عن بُعد ضرورة من ضرورات العصر التي لا يمكن الاستغناء عنها.
  2. رفع مستوى كفاءة الطلاب في مجال استخدام الأجهزة الإلكترونية وخصوصا مادة الحاسوب في المدارس، وذلك لأن أساس التعليم الإلكتروني يقوم على المعرفة بالحاسوب والوسائل الإلكترونية المشابهة الأخرى.
  3. الاستفادة من تجارب الدول التي لديها ثقافة مقاربة لثقافة أفغانستان. في هذا الصدد فإن ماليزيا تُعد ماليزيا نموذجا حيا في هذا الصدد حيث إن التعليم عن بُعد بدأ في ماليزيا عام 1971م و رغم التحديات الاقتصادية التي واجهتها ماليزيا في تسعينات القرن الماضي فإنها استمرت في استخدام التعليم عن بُعد. في الوقت الحضار هناك كثير من الجامعات في ماليزيا يوفر خدمة التعليم عن بعد لطلابها في الداخل والخارج , إضافة إلى خدمات التعليم التقليدي حضوريا في الفصول الدراسية في الجامعات.
  4. السعي في تأسيس البنية التحتية للتعليم الإلكتروني بما في ذلك الطاقة الكهربائية و شبكة الإنترنت والوسائل الضرورية. إن البنية التحتية المتوفرة في البلد في مجال تقديم خدمة الإنترنت ليست على المستوى المطلوب، وتقوم شركات الاتصال اللاسلكية بأخذ رسوم باهظة مقابل تقديمها لخدمة الإنترنت بسرعة وجودة متدنيتين. وأصبح من الضروري العمل على تطوير هذه البنی التحتية لتتطور معها عملية التعليم عن بُعد.
  5. تُعد مشاركة شركات الاتصال و شركة الكهرباء والقنوات الإعلامية الصوتية منها والمرئية في التنسيق والدعم للمراكز المعنية بتطوير التعليم عن بُعد أمرا ضروريا للغاية. بعد توفر شبكات الإنترنت بالجودة العالية فإن وجود خدمة الكهرباء بشكل مستمر من أهم الضرورات في هذا الصدد. حيث إن هذه الخدمة غير متوفرة على مدار الساعة في المدن , أما الأرياف فلا يوجد فيها کثیر منها خدمة الكهرباء أصلاً. يجب على الحكومة الأفغانية أن تقوم بإدارة مياه البلد – من الأنهار الجارية في أفغانستان – وأن تسعى جدياً في إنشاء سدود الطاقة على هذه الأنهارداخل أفغانستان بدلا عن الاعتماد على الطاقة المستوردة.
  6. إحداث ادارة جديدة و مستقلة علی مستوی البلد بميزانية کافیة لأجل التخطيط للتعليم الإلكتروني ودعمه بطاقم متخصص من كوادر , ذي خبرة في هذا المجال. وستركز هذه الإدارة على إحداث خطة إستراتيجية لتطوير نظام التعليم عن بُعد ونقل التجارب الناجحة في مجال التعليم الإلكتروني إلى البلد، كما ستقوم كذلك بالعمل على التنسيق بين وزارات المعارف، والتعليم العالي، ووزارة الاتصال وتقنية المعلومات، ووزارة الثقافة والإعلام، ووزارة الطاقة والمياه لأجل تسهيل عملية التعليم عن بُعد.
  7. تخصيص الميزانية اللازمة لتطوير المنهج الدراسي , وإعداد المصادر الدراسية المساعدة للتعليم الإلكتروني في كل من المرحلة المدرسية والمرحلة الجامعية، والاستعانة بالموظفين ذوي الخبرة العالمية في هذا المجال عند الحاجة، وذلك لأن أفغانستان تواجه نقصا في الكوادر ذوي الخبرة في مجال التعليم عن بُعد.
  8. على الحكومة أن تُكلف البرلمان والمؤسسات التقنينية بوضع قانون جامع للتعليم الإلکترونی مع إبراز المكانة القانونية لهذا النمط من التعليم، حيث ينتج عنه حل للمشاكل بين وزارة التعليم العالي والجامعات الأهلية حيال التعليم عن بُعد، كما ينبغي العمل عی إزالة العوائق القانونية التي تحول دون الاعتراف بالشهادات والوثائق المُستحصلة من المعاهد والجامعات المعترف بها في المنطقة والعالم والتي تُدرّس عن بُعد.
  9. تقوية المؤسسات البحثية التي تجعل التعليم عن بعد ضمن أولوياتها، حيث إن هذه المؤسسات عبر مبادراتها وبحوثها العلمية تفتح آفاق جديدة لتطبيق هذه التجربة في البلد وتبین إيجابيات وسلبيات هذا النمط من التعليم بالموضوعية و الحيادة.
  10. العمل عی إنشاء مدرسة الکترونية واحدة وجامعة الکترونية واحدة على الأقل في عاصمة البلد-(كابل- خلال السنين الخمس المقبلة؛ لتسريع عملية الانخراط في التعليم عن بُعد واكتساب مهارات عملية في هذا الميدان. ويمكن في هذا الصدد الاستعانة بمتخصصي هذا المجال من الدول ذات الثقافة المتقاربة لثقافة بلدنا. وإذا كانت الحكومة الأفغانية غير مستعدة لذلك في الفترة الحالية فعليها أن تفتح المجال للمؤسسات العاملة في القطاع الخاص حتى تستثمر في هذا المجال.
  11. العمل على إيجاد و توفير التسهيلات اللازمة في مجال التعليم الإلكتروني لفئة النساء ، لتمكين المرأة من الاستفادة من النظم التعليمية الحديثة في المجتمع في جو إيجابي مؤثر و آمن في المجتمع.
  12. ضرورة الإهتمام اللازم بفئة المعاقين و ذوی الإحتياجات الخاصة فی عملية التعليم الإلکترونی الذين لايقدرون مواصلة دراستهم حضورياً بسبب محدودية قدراتهم. إن عدم إلزام الطالب بالحضور إلی الصف الدراسی جسدياً يمکن إعتباره فرصة و ميزة تساعد الفئات التی بقيت محرومة من الدراسة فی تمکينهم منها بواسطة النظم التعليمية الجديدة کالتعليم الإلکترونی.
  13. إضافة مادة التعليم عن بُعد أو تكنولوجيا التعليم إلى منهج كليات التربية والتعليم علی مستوی البلد. كما ينبغي الحصول علی المنح لطلبة الأفغان للدراسة في الخارج للحصول على شهادات بكالوريوس وماجستير في تخصص التعليم الاكتروني . ومن خلال ذلك يُرسخ في المجتمع وعي بالتعليم الإلكتروني ويتم سد الاحتياجات إلى الكوادر المتخصصة في هذا المجال من داخل البلد.
  14. تهيئة البيئة لافتتاح فروع المؤسسات والجامعات الإقليمية والدولية في أفغانستان، حتى يستفيد المواطنون الأفغان من خدماتها التعليمية ويكتسبوا منها خبرة في مجال التعليم الألکترونی و تكنولوجيا التعليم.

المصادر

  1. دانشگاه قرن 21 و نگاهی به نظام آموزش مجازی افغانستان، 1 ثور 1399، کد خبر 370151، شفقنا افغانستان، لینک موضوع: https://af.shafaqna.com/FA/370151
  2. سیغانی. رحیم الله، 2 جوزا 1399، تأثیرات کرونا بر نظام آموزشی، سلام وطندار افغانستان، لینک موضوع: https://swn.af/article.aspx?a=55227
  3. کریمی. الهام، 27 حمل 1399، کرونا در افغانستان؛ زنگ مدارس در خانه ها نواخته خواهد شد؟، بی.بی.سی فارسی، لینک موضوع: https://www.bbc.com/persian/afghanistan-52281198
  4. بیضا.یحیی، 16 ثور 1399، ویروس کرونا؛ آموزش از راه دور و تهدید شکاف های اجتماعی و آموزشی در افغانستان، بی. بی. سی فارسی، لینک موضوع: https://www.bbc.com/persian/blog-viewpoints-52543993
  1. سیستم مدیریت آموزش تحصیلات عالی HELMS امروز رسماً از سوی جلالتمآب رییس جمهور کشور افتتاح شد، چهارشنبه 17 ثور 1399، صفحه وزارت تحصیلات عالی افغانستان، لینک موضوع:

https://mohe.gov.af/index.php/dr/

  1. فرزان.محمد حنیف، 2 ثور 1399، کرونا؛ آغاز یک انقلاب دیجیتالی در نظام تحصیلی افغانستان، هشت صبح، لینک موضوع: https://8am.af/coronavirus-the-beginning-of-a-digital-revolution-in-the-afghan-education-system/
  2. حیدری.عبدالواحد، 9 حمل 1399، چرا «طرح بدیل ارائه خدمات آموزشی در حالت اضطرار» وزارت معارف عملی نیست؟، لینک موضوع: https://www.etilaatroz.com/95435/why-is-ministry-of-educations-emergency-education-alternative-plan-not-feasible/
  3. ظفری. ممتاز، 1 جوزا 1399، تاریخچه و چالش های فرا روی نظام آموزش از راه دور در افغانستان، روزنامه هشت صبح افغانستان، لینک موضوع: https://8am.af/history-and-challenges-of-the-distance-learning-system-in-afghanistan/
  4. ویکی پدیا دانشنامه آزاد، دانشگاه مجازی لینک موضوع: https://fa.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D8%A7%D9%86%D8%B4%DA%AF%D8%A7%D9%87_%D9%85%D8%AC%D8%A7%D8%B2%DB%8C
  5. بابایی. محمود، 1389،کتاب مقدمه ای بر یادگیری الکترونیکی، ایران، نشر چاپار
  6. آموزش آنلاین در افغانستان؛ روایت مبهم و پر چالش، 28 ثور 1399، اطلاعات روز، لینک موضوع: https://www.etilaatroz.com/98700/online-education-in-afghanistan-ambiguous-and-challenging-narrative/
  7. دکتر علی اصغر کیا، 1388، نگاهی به آموزش مجازی(الکترونیک)، مجله پرتال جامع علوم انسانی، شماره 24
  8. شاه بیگی. فرزانه، نظری. سمانه، 1389، آموزش مجازی؛ مزایا و محدودیت ها، مجله مرکز مطالعات و توسعه علوم طبی یزد ایران، دوره ششم، شماره 1، شماره پیاپی 4
  9. مقایسه آموزش الکترونیکی با آموزش سنتی، 1389، موسسه فرهنگی و اطلاع رسانی تبیان، لینک https://article.tebyan.net/142162/
  10. اسد خانی. عبدالواسط، ثور 1389، تحقیق آموزشی، لینک موضوع: http://educationalresearchs.blogfa.com/post/16

1 اسد خانی. عبدالواسط، ثور 1389، تحقیقات آموزشی، لینک موضوع: http://educationalresearchs.blogfa.com/post/16

2 مقایسه آموزش الکترونیکی با اموزش سنتی، 1389، موسسه فرهنگی و اطلاع رسانی تبیان، لینک موضوع: https://article.tebyan.net/

3 بابایی. محمود، 1389،کتاب مقدمه ای بر یادگیری الکترونیکی، ایران، نشر چاپار، ص 44

1 مقایسه آموزش الکترونیکی با آموزش سنتی، 1389، موسسه فرهنگی و اطلاع رسانی تبیان، لینک موضوع: https://article.tebyan.net/

2 شاه بیگی. فرزانه، نظری. سمانه، 1389، آموزش مجازی؛ مزایا و محدودیت ها، مجله مرکز مطالعات و توسعه علوم طبی یزد ایران، دوره ششم، شماره 1، شماره پیاپی 4، ص 49

3 دکتر علی اصغر کیا، 1388، نگاهی به آموزش مجازی(الکترونیک)، مجله پرتال جامع علوم انسانی، شماره 24، ص 83

1 ظفری.ممتاز، 1 جوزا 1399، تاریخچه و چالش های فراروی نظام آموزش از راه دور در افغانستان، هشت صبح افغانستان، لینک موضوع: https://8am.af/history-and-challenges-of-the-distance-learning-system-in-afghanistan/

2 الجامعة الافتراضية بيئة تستخدم عدة وسائل مناسبة مع استخدام البنية التحتية للاتصال مثل الحاسوب وشبكة الإنترنت والتطبيقات المساعدة لتقديم خدمات التعليم الإلكتروني والتعلم الإلكتروني بحيث لا يكون هناك حاجة إلى فضاء فارغ جامعي ويقدر الطلاب الجامعيون من كل مكان وفي كل زمان أن يستفيدوا من الخدمات المقدمة من خلاله.

3 دانشگاه قرن 21 و نگاهی به نظام آموزش مجازی افغانستان، 1 ثور 1399، کد خبر 370151، شفقنا افغانستان، لینک موضوع: https://af.shafaqna.com/FA/370151

4 ظفری.ممتاز، 1 جوزا 1399، تاریخچه و چالش های فراروی نظام آموزش از راه دور در افغانستان، هشت صبح افغانستان، لینک موضوع:  https://8am.af/history-and-challenges-of-the-distance-learning-system-in-afghanistan/

3 سیغانی. رحیم الله، 2 جوزا 1399، تأثیرات کرونا بر نظام آموزشی، سلام وطندار افغانستان، لینک موضوع: https://swn.af/article.aspx?a=55227

2 فرزان.محمد حنیف، 2 ثور 1399، کرونا؛ آغاز یک انقلاب دیجیتالی در نظام تحصیلی افغانستان، هشت صبح، لینک موضوع: https://8am.af/coronavirus-the-beginning-of-a-digital-revolution-in-the-afghan-education-system/

3 ظفری. ممتاز، 1 جوزا 1399، تاریخچه و چالش های فرا روی نظام آموزش از راه دور در افغانستان، روزنامه هشت صبح افغانستان، لینک موضوع: https://8am.af/history-and-challenges-of-the-distance-learning-system-in-afghanistan/

1 حیدری.عبدالواحد، 9 حمل 1399، چرا «طرح بدیل ارائه خدمات آموزشی در حالت اضطرار» وزارت معارف عملی نیست؟، اطلاعات روز، لینک موضوع: https://www.etilaatroz.com/95435/why-is-ministry-of-educations-emergency-education-alternative-plan-not-feasible/

[15] Higher Education Learning Management System

2 فرزان.محمد حنیف، 2 ثور 1399، کرونا؛ آغاز یک انقلاب دیجیتالی در نظام تحصیلی افغانستان، هشت صبح، لینک موضوع: https://8am.af/coronavirus-the-beginning-of-a-digital-revolution-in-the-afghan-education-system/

1 حیدری.عبدالواحد، 9 حمل 1399، چرا «طرح بدیل ارائه خدمات آموزشی در حالت اضطرار» وزارت معارف عملی نیست؟، لینک موضوع: https://www.etilaatroz.com/95435/why-is-ministry-of-educations-emergency-education-alternative-plan-not-feasible/

2 سیستم مدیریت آموزش تحصیلات عالی (HELMS) امروز رسماً از سوی جلالتمآب رییس جمهور کشور افتتاح شد، چهارشنبه 17 ثور 1399، صفحه وزارت تحصیلات عالی افغانستان، لینک موضوع: https://mohe.gov.af/index.php/dr/%D8%B3%DB%8C%D8%B3%D8%AA%D9%-

3 فرزان.محمد حنیف، 2 ثور 1399، کرونا؛ آغاز یک انقلاب دیجیتالی در نظام تحصیلی افغانستان، هشت صبح، لینک موضوع: https://8am.af/coronavirus-the-beginning-of-a-digital-revolution-in-the-afghan-education-system/

 1 سیستم مدیریت آموزش تحصیلات عالی  HELMS امروز رسماً از سوی جلالتمآب رییس جمهور کشور افتتاح شد، چهارشنبه 17 ثور 1399، صفحه وزارت تحصیلات عالی افغانستان، لینک موضوع:

https://mohe.gov.af/index.php/dr/

[21] Salam Learning Management System

[22]با دکتور مصباح الله عبدالباقی رئیس محترم پوهنتون سلام که به تاریخ 20 اسد/10 اگست صورت گرفته.  از مصاحبه رو در رو

2 کریمی. الهام، 27 حمل 1399، کرونا در افغانستان؛ زنگ مدارس در خانه ها نواخته خواهد شد؟، بی.بی.سی فارسی، لینک موضوع: https://www.bbc.com/persian/afghanistan-52281198

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *