الخسائر الفادحة الناجمة عن الكوارث الطبيعية في أفغانستان؛ مقترحات وحلول

إذا كنت ترغب في تنزيل هذا الإصدار بتنسيق PDF ، فالرجاء النقر هنا أو على الصورة الاسفل للإصدار

ستقرؤون في هذه النشرة:

مقدمة
الأفغان تحت وطأة الكوارث الطبيعية
الزلازل الدامية بأفغانستان
الزلزال الدامي بمحافظة بكتيكا
نظرة في آلية توصيل المساعدات
آلية مكافحة الكوارث الطبيعية
مقترحات وحلول

مقدمة
الكوارث الطبيعية هي تلك الظاهرة التي تقع في كافة أرجاء العالم؛ وتسعى الدول المختلفة في إيجاد طرق لتقليل الخسائر الناجمة عنها إلى أبعد حد ممكن. تكبدت أفغانستان طيلة التاريخ أضرارا كثيرا بسبب الكوارث الطبيعية، كما أن هذه الكوارث تودي غالبا بحياة الكثيرين من المواطنين الأفغان في حين أن العديد من هذه الكوارث قابلة للمنع إلى حد ما أو على الأقل يمكن تقليل آثارها ومخاطرها.
في الآونة الأخيرة شهدت أفغانستان عددا من الحوادث الطبيعية حيث فاضت السيول في كثير من المحافظات وهطلت الثلوج في بعض المحافظات مما نجم عنه وقوع خسائر فادحة في الأموال والأرواح، ومن جانبٍ آخر تسببَ وقوع الزلزال المدمر بالمحافظات الجنوبية الشرقية في حصول كارثة إنسانية. عقيب الحدث تحركت جهات عديدة داخلية وخارجية لإغاثة المنكوبين والمصابين بالدمار الذي أحدثه الزلزال إلا أن توصيل المساعدات إلى المحتاجين لم يتم بالصورة المنتظمة المطلوبة نتيجة لفقدان آليات مناسبة لعمليات الإغاثة.
بشكل عام تمر الكوارث الطبيعية بمرحلتين، إحداهما تسبق الحدث والثانية هي المرحلة التالية لوقوع الحدث. وكل مرحلة تتطلب القيام ببعض الخطوات الاحترافية التي تحول دون وقوع الخسائر أو تقلل من أضرارها، إلا أن الأمر المؤسف هو عدم الاهتمام بالخطوات المطلوبة لكلا المرحلتين السابقة واللاحقة لوقوع الحدث مما يؤدي إلى زيادة معدل الخسائر.
في هذا المقال سنتحدث عن ارتفاع معدل الخسائر الناجمة عن الكوارث الطبيعية في أفغانستان، وبعض الزلازل المدمرة التي شهدها البلد خلال العقود الثلاثة الماضية وخصوصا الزلزال الذي دكّ محافظتي خوست وبكتيكا قبل أسبوع، كما سنسلط الضوء على آليات مكافحة الكوارث الطبيعية وما يصاحب هذه المكافحة من تحديات وحلول مقترحة.

الأفغان تحت وطأة الكوارث الطبيعية
منذ عقود مديدة تحصد الكوارث الطبيعية المدمرة أرواح الكثيرين من الأفغان كما أنها تتسبب في تشريد ونزوح الكثيرين ممن تلحقهم الخسائر الناجمة عن الكوارث. بما أن أفغانستان تتضرر دائما بهذه الكوارث بحكم تكوينها الجغرافي وموقعها الإقليمي؛ لذا تنشط وزارة مكافحة الكوارث الطبيعية وإدارات وطنية أخرى تحت هذا المسمى، إلا أن الخطوات الاستباقية اللازمة لتقليل أضرار هذه الكوارث قليلة جدا بل تكاد تكون معدومة. الحكومات الأفغانية تبدي اهتماما بالفئات والمناطق المتضررة بفعل الكوارث عقب وقوعها، إلا أنها لا تضع خططا طويلة المدى لتقليل آثار الكوارث.
وفق الإحصائيات والأبحاث تحتل أفغانستان موقع تاسع دولة من حيث كثرة وقوع الزلازل، خصوصا وأن البلد يقع في منطقة جبال هندوكش حیث تحصل الاصطدامات الخفيفة بين الصفائح التكتونية الأرضية. ووفق إحصائيات عام 2020م تُعتبر أفغانستان ثامن دولة متضررة بالجفاف. بالإضافة إلى ذلك، تُعد أفغانستان ثامن دولة ضمن الدول الخمس العشر الأكثر تضررا بسبب الفيضانات والسيول، ويُذكر أن سكان هذه الدول يُشكلون نسبة 80% من مجموع السكان الذين تحلقهم خسائر سنوية بسبب الفيضانات حول العالم.
خلال العقود الثلاثة الماضية وقعت زلازل مدمرة في أفغانستان وتسببت في وقوع خسائر كبيرة، حيث تذكر الأحصائيات أن عدد الوفيات الذين يقضون نحبهم جراء وقوع الزالزل يبلغ في المتوسط 560 شخصا كل سنة، كما أن عدد الوفيات بسبب الزلازل التي وقعت خلال العقد الماضي بلغ 7000 شخص. بالإضافة إلى الزلازل تكبد الكوارثُ الطبيعية الأخرى الأفغانَ خسائر كل عام. خلال العقدين الماضيين كان ثاني أبرز سبب في وقوع الضحايا – بعد الأحداث الأمنية – هو الدمار الحاصل من الكوارث الطبيعية. على سبيل المثال، في غضون عام 2012م حدثت نحو 383 حادثة طبيعية وأثرت على حياة أكثر من 258 ألف شخص في 195 مديرية، كما مات فيها على الأقل عدد 479 شخص.

الزلازل الدامية بأفغانستان
وفق بعض الإحصائيات، تسببت خمس زلازل دامية خلال الفترة من 1997م إلى 2022م في وفاة نحو 11000 شخص، وكان آخرها الزلزال المدمر الذي أصاب محافظات بكتيكا وخوست الأسبوع الماضي وفاق عدد الوفياتِ ألف شخص سقطوا إثر وقوع الزلزال.
في عام 1997م وقع زلزال على المناطق الحدودية بين إيران وأفغانستان وبلغت شدته 7.2 رختر كما زاد عدد الوفيات في الزلزال على 1500 شخص، ودُمر نحو 10000 بيت وقُدرت الخسائر المالية بأكثر من مئة مليون دولار. وقد كان ذلك الزلزال هو الأكثر خطورة على مستوى العالم في تلك السنة. في فبراير ومایو من عام 1998م شهدت محافظة تخار زلزالين يُعدان الأكثر دمارا في تاريخ أفغانستان المعاصر حيث راح ضحيتهما أكثر من 7000 شخص. من بين هذين الزلزالين كان زلزال مايو هو الأشد دمارا حيث بلغت شدته 6.9 ريختر ووصل عمقه إلى 30 كلم وسقط جراءه أكثر من 4500 قتيل وجُرح أكثر من 10000 شخص. في مارس من عام 2002م وقع زلزالان في محافظة بغلان وكان الثاني بالغ الخطورة حيث بلغت شدته 6.1 ريختر. وقد لقي في هذين الزلزالين نحو ألفي شخص مصرعهم. في أكتوبر من عام 2015م حصل زلزال في جبال هندوكش على عمق 196 كلم تحت القشرة الأرضية وشدة 7.5 ريختر وراح ضحيته أكثر من مئة شخص. مع أن هذا الزلزال كان قويا للغاية إلا أن بعد مسافته في عمق الأرض قلل من درجة الدمار التي خلفها الزلزال.
بالإضافة إلى الزلازل المذكورة أعلاه، وقعت زلازل شديدة في الأعوام 2005 و 2009 و 2010 و 2013 حيث راح ضحيتها مئات الأشخاص وكان مركز معظم هذه الزلازل يقع في سلسلة جبال هندوكش. وفي السياق ذاته كان الحدث الفريد من نوعه في تاريخ أفغانستان المعاصر هو الانهيار الأرضي الذي حصل في مديرية أرجو بمحافظة بدخشان حيث لقي على إثره 2500 شخص حتفهم كما دُمر 300 منزل بالكامل.

الزلزال الدامي بمحافظة بكتيكا
في الساعة 1:24 ليلا بتاريخ 22/يونيو/2022 دك زلزال بشدة 5.9 ريختر المحافظات الشرقية بأفغانستان. كان مركز الزلزال يبعد عن مدينة خوست في الجنوب الغربي مسافة 46 كلم، إلا أن الدمار البالغ طالَ مديريات جيان وبرمل ونكه وزيروك بمحافظة بكتيكا. كما سقط عشرات القتلى بمديرية سبيره بمحافظة خوست. من الأسباب الرئيسة للدمار الهائل الذي خلفه الزلزال في هذه المنطقة أن عمق الزلزال كان بمسافة 10 كلم تحت القشرة الأرضية وفي مثل هذه الحالة يكون تأثير الزلزال مقتصرا على تلك البقعة إلا أن شدته تكون مدمرة للغاية. هناك عوامل أخرى تسببت في تفاقم حجم الدمار، منها أن المنازل المبنية في المنطقة هي مبانٍ طينية وقديمة مما جعلها تنهار بسهولة. بالإضافة إلى سكان أفغانستان شعر سكان الهند وإيران أيضا بالزلزال، حيث بلغت سعة منطقة استشعار الزلزال نحو 500 كلم بكثافة سكانية تصل إلى 119 مليون شخص. بعد الهزة الأصلية وقعت عدة هزات ارتدادية خلفت عددا من القتلى. يُذكر ضمن هذه الهزات الارتدادية الزلزال الذي وقع بتاريخ 24/يونيو حيث لقي فيه على الأقل خمسة أشخاص مصرعهم وُجرح فيه أحد عشر شخصا.
كان هذا الزلزال أحد الزلازل الدامية في تاريخ أفغانستان المعاصر ولم يكن له نظير في العقدين الماضيين. بلغ عدد القتلى في هذا الزلزال أكثر من 1150 شخص كما جُرح فيه نحو 3000 شخص، وقد خلف الزلزال خسائر مالية بالغة ودُمر فيه نحو 10 آلاف منزل.

نظرة في آلية توصيل المساعدات
بعد حصول الزلزال هرع عامة المواطنين والأجهزة الحكومية وممثلوا عدة دول ومؤسسات عالمية إلى المنطقة المنكوبة لتوصيل الإغاثة العاجلة. اشتملت المساعدات على مبالغ نقدية ومواد غذائية وطبية، وخيام للإيواء وعدد من الوسائل الأخرى. تم توصيل المساعدات الداخلية برا كما أن جزءا كبيرا من المساعدات الدولية وصل جوا عبر مطار محافظة خوست، وما زالت عمليات الإغاثة مستمرة.
الأمر المهم والجدير بالذكر في سياق توصيل المساعدات هو كمية التعاطف والمواساة والدعم من كافة أطياف الشعب الأفغاني مما يجسد الوحدة الوطنية ويجدد الآمال. بعد حصول الزلزال ترك سكان المناطق المجاورة أعمالهم وهبوا للمشاركة في إنقاذ المنكوبين وإغاثتهم. خلال ساعات قليلة فقط وصل المواطنون من مختلف المحافظات والمؤسسات الخيرية والإدارات الحكومية إلى المنطقة. رُصدت حالات بذل وعطاء جديرة بالذكر، منها أن مواطنا من محافظة بنجشير أخذ ما في بيته من ممتلكات مع خيمة وأوصلها إلى المنطقة المنكوبة. وفي حدث مشابه، قام مواطن من محافظة هرات بدعم المنكوبين بمبلغ زاد على أربعة ملايين أفغاني، وصرح موظفو هذه المؤسسة أن الداعم لم يطالب بالإفصاح عن اسمه.
مع أن أجزاء عديدة من المنطقة المنكوبة قد بقيت تحتاج للمساعادت وخاصة أن المناطق المتضررة بعيدة ونائية كما أن الطرق الموصلة إلى المنطقة شديدة الوعورة؛ إلا أن عامة المواطنين والكثير من المؤسسات الخيرية شاركت في الدعم ولعبت دورا بارزا على المستوى المحلي. من جملة المساعدات التي قدمتها المؤسسات الإغاثية المذكورة سنذكر بعض تفاصيل الدعم الذي قدمته مؤسسة (إحساس) الخيرية. تحرك فريق العمل بعد الحادث ووصل إلى المنطقة خلال ساعات، وفي غضون ستة أيام تم توزيع مساعدات تُقدر قيمتها بـ 15 مليون أفغاني للمنكوبين في مديريتي برمل و جيان كما أن جزءا من المساعدات ما زال مستمرا، واشتملت المساعدات المذكورة على مواد غذائية ولوازم منزلية وبعض الحاجيات الضرورية الأخرى، كما أن مبلغا يُقدر بنحو 5 ملايين أفغاني دُفع للمنكوبين بصورة نقدية وخُصص جزء منه لمعالجة الجرحى.
أهم مساعدة يحتاجها المنكوبون في الفترة الحالية هي الأخذ بأيديهم وتقديم مساعدات طويلة المدى لهم، وقد لعبت المؤسسات الخيرية الداخلية دورا مهما في هذا المجال. على سبيل المثال، ذكرت مؤسسة إحساس الخيرية أنها وضعت خططا لبناء منازل للمنكوبين ومساعدة المواطنين الذين هُدمت منازلهم أو فقدوا معظم أفراد أسرهم بحيث تتم مساعدتهم من قِبل الداعمين الخيّرين في الداخل والخارج وتُبنى لهم منازل في المنطقة. كما أضافت المؤسسة الخيرية أنها تعتزم إنشاء مركز لتعليم وتربية الأطفال والناشئين بمركز محافظة بكتيكا بحيث يلتحق به عشرات الأطفال الذين فقدوا العائل.
وفي السياق ذاته زار الملا عبد الغني برادر النائبُ الاقتصادي لرئيس الوزراء بالإمارة الإسلامية المنطقة المنكوبة بالزلزال ووعد المواطنين الذين فقدوا منازلهم ببناء منازل أخرى لهم قبل حلول الشتاء. وفق تصريحه فإن الحكومة ستتكفل ببناء 1000 منزل على الأقل في المنطقة المنكوبة.

آلية مكافحة الكوارث الطبيعية
الكوارث الطبيعية تقع بأشكال متنوعة منها الزلازل والفيضانات والجفاف والأعاصير والرعود والانهيارات الثلجية والأرضية والتغير الشديد في درجات الحرارة انخفاضا وارتفاعا وغير ذلك. من ضمن المذكورات، هناك بعض الكوارث الطبيعية التي يكون عمل الإنسان فيها هو السبب الممهد لوقوع الحادثة. على سبيل المثال فإن تلوث الهواء والفيضانات من النتائج المباشرة لقطع الغابات.
بشكل عام، تقع الكوارث الطبيعية بأنواعها المختلفة في كافة أرجاء العالم كما أنها تكبد الناس خسائر في الأموال والأرواح ولا يمكن منعها بصورة كاملة؛ إلا أن هناك آليات وخطوات استباقية عديدة للتقليل من احتمال وقوع الكوارث الطبيعية أو تقليل آثارها وأضرارها بعد وقوعها. وفق البحوث العلمية، تنقسم الخطوات الهادفة لتقليل أضرار الكوارث إلى خطوات على أربع مراحل:
المرحلة الأولى: المرحلة السابقة لوقوع الكوارث الطبيعية وغير المتوقعة؛
المرحلة الثانية: مرحلة وجود السبب المسبب لوقوع الكوارث الطبيعية؛
المرحلة الثالثة: مرحلة وقوع الحدث؛
المرحلة الرابعة: مرحلة ما بعد الحدث.
من ضمن هذه المراحل تُعد المرحلة السابقة لوقوع الحدث هي المرحلة الأهم، بحيث تقدر الإدارات العاملة في مجال مكافحة الكوارث بما لديها من إمكانات أن تتخذ خطوات وتدابير تقلل إمكانية وقوع الحدث أو تقلل آثارها وأضرارها حال وقوعها إلى الحد الممكن. على سبيل المثال، من جملة الخطوات الاستباقية نشر الوعي بين المواطنين من قِبل الإدارات المختصة بشكل مسبق حتى تقل آثار الكوارث المدمرة. كثيرا ما لوحظ أن المواطنين يواجهون خطر وقوع الكوارث الطبيعية إلا أن الخطوات الاستباقية اللازمة لا تُتخذ نتيجة فقدان الوعي التخصصي اللازم.

مقترحات وحلول
• أفغانستان من جملة الدول التي تتضرر كثيرا بسبب الكوارث الطبيعية. ولأجل تقليل هذه الأضرار من الضروري أن يُنشر الوعي اللازم والمؤثر بين العامة وفي هذا الصدد على الحكومة والمؤسسات الداعمة الدولية أن تزيد اهتمامها وجهدها.
• الإدارات العاملة في مجال مكافحة الكوارث الطبيعية في الفترات السابقة لم يكن لها تأثير يُذكر كما أنها لم تقدر على سد احتياج المنكوبين في التوقيت اللازم رغم توفر الميزانيات المخصصة لهذا القطاع. من أسباب هذه المشكلة عدم وجود المتخصصين في هذه الإدارات، ولذا على الحكومة والمؤسسات الداعمة الدولية أن تهتم بهيكلة وتنظيم هذه الإدارات لتعمل بكفاءة.
• يتوجب على الإدارات العاملة في مجال مكافحة الكوارث الطبيعية أن تدرس مخاطر الكوارث المتوقعة والخطوات الممكن اتخاذها لتقليل آثار الكوارث، حتى يتم العمل قدر الإمكان على تقليل احتمال وقوع الكوارث أو تقليل آثارها حال وقوعها.
• ينبغي تجهيز الإدارات المعنية بالكوارث بالإمكانات اللازمة لإنقاذ المنكوبين فور وقوع الحوادث ثم العمل على تنفيذ خطط إعادة تأهيل المناطق المنكوبة.
• توظيف الخبرات والآليات المؤثرة والإستراتيجيات اللازمة لتنظيم المساعدات الداخلية والدولية التي تُقدم للمتضررين من الكوارث الطبيعية، حتى يتم توزيع المساعدت وفق خطط وآليات مناسبة ويصل الدعم إلى مستحقيه دون تأخير.
• هناك حاجة ماسة في الفترة الراهنة لتوحيد الجهود والنتسيق بينها لإعادة بناء المنازل للمستحقين بالاستفادة من الميزانيات المخصصة لدعم المنكوبين بالزلزال في محافظتي بكتيكا وخوست، ويتم الأخذ بأيدي المتضررين على المدى الطويل، بالإضافة إلى تقديم الإغاثة العاجلة المشتملة على الخيام والمواد الغذائية والطبية. حتى هذه اللحظة يظهر أن أكثر المساعدات قد خُصصت للإغاثة العاجلة وتحديدا للمواد الغذائية، في حين أن المنكوبين بحاجة إلى منازل سكنية والأخذ بأيديهم ومساعدتهم بصورة مُستدامة.
• في الوقت ذاته يُلاحظ أن مديريات برمل وجيان والمنطقة المنكوبة المجاورة لها ما زالت مفتقرة إلى الحد الأدنى من التطور حيث لا تعمل شبكات الهاتف هناك كما أن الطرق الموصلة إلى المنطقة غير مُعبدة. وهذا هو السبب الذي أدى إلى تعرقل وصول المساعدات شيئا ما. لذا من الضروري الاهتمام بتشييد الطرق والمستوصفات والمدارس والتسهيلات الأخرى لمثل هذه المناطق مع إيجاد فرص عمل للعاطلين مما سيكون له دور في تحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية.
• كما ذُكر مسبقا لقد لعب المواطنون الأفغان دورا بارزا في تقديم المساعدات للمنكوبين في الحادثة الأخيرة، ولذا ينبغي العمل على تقوية هذا الحس الإنساني النبيل لدى المواطنين في الفترات اللاحقة وعلى الحكومة أن توجد التسهيلات اللازمة في هذا الصدد. على الأقل، على الحكومة أن تساعد المواطنين في شأن المواصلات وتوصيل الإغاثات للمصابين. بالإضافة إلى ذلك يحسن أن تقوم الإدارات المعنية بهذا الملف أن تقيّم المساعدات التي قدمها المواطنون الأفغان حتى يتم تحفيزهم على معاودة الإغاثة في المستقبل.
• ينبغي توظيف ذوي الخبرة والكفاءة على مستوى العالم في الإدارات المعنية لأجل توقع الكوارث ودراسة مخاطرها، حتى يتم البحث المستدام بصورة تخصصية وعميقة في احتمالات وقوع الكوارث ومخاطرها المتوقعة. على سبيل المثال، أحيانا قد تعقب الزلزال هزات ارتدادية أخرى وتحصد أرواح المواطنين، ومن خلال البحوث والدراسات يمكن توقع مثل هذه الهزات والاستعداد لها بقدر ملحوظ.
النهاية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *